ردت الولايات المتحدة على إيران بعد التهديدات الأخيرة التى أطلقها المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى يوم الخميس الماضى، والتى قال فيها أن الصواريخ الإيرانية قادرة على استهداف جميع القواعد العسكرية فى المنطقة، حيث فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات جديدة على طهران شملت 14 فردا و17 كيانا، منها منظمة البحوث الدفاعية والابتكار، وقالت إن "العقوبات فرضت بسبب برنامج طهران لأسلحة الدمار الشامل".
وأبرز هؤلاء كان محسن فخري زادة رئيس برنامج الأسلحة النووية الإيرانى وبرنامج Amad، والذى قام بتأسيس منظمة الابتكار والبحث الدفاعى الإيرانى فى فبراير 2011. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو "سنكون متشددين جدا فى تصميمنا على منع إيران من التحرك لتطوير أسلحة دمار شامل".
على خامنئى
العقوبات الجديدة تعد آخر الخطوات الأمريكية ضمن استراتيجية الرئيس الأمريكى والتى أعلن عنها فى أكتوبر 2018، للجم إيران وتقويض نفوذها وسلوكها المزعزع لاستقرار المنطقة وعرقلة برنامجها الصاروخى الباليستى الذى يهدد حلفاء واشنطن من أجل انصياع صانع القرار الإيرانى لطاولة المفاوضات مجددا، وجاءت عقب سلسلة عقوبات منذ الانسحاب الأمريكى من الاتفاقية النووية مايو 2018، كانت أبرزها عقوبات واسعة النطاق على قطاعى النفطى والمصرفى طهران فى أغسطس ونوفمبر 2018.
كريستيان جيمز المتحدث الرسمى الإقليمى بوزارة الخارجية الأمريكية، قال لـ "اليوم السابع"، تود الولايات المتحدة أن ترى النظام الإيرانى ملتزما بشكل كامل بإجراء تغييرات جوهرية فى سلوكه التدميرى وحول إعادة التفاوض المحتمل مع طهران حال انصياعها لطاولة المفاوضات، مضيفا "كما أوضح الرئيس ترامب، يتمثل هدفنا النهائى بالتفاوض على صفقة جيدة تضمن سلامة الشعب الأمريكى وتتناول النطاق الكامل لأنشطة النظام الإيرانى الخبيثة.
وحول الهدف النهائى من العقوبات قال كريستيان "نحن نسعى إلى التوصل إلى اتفاق يتناول النطاق الكامل لسلوك النظام الإيرانى المزعزع للاستقرار بشكل شامل - وليس طموحاته النووية فحسب، بل أيضا برنامجه الصاروخى ودعمه وتمويله للإرهاب وسلوكه الإقليمى الخبيث".
وحول المساعى الأوروبية لمساعدة طهران للإلتفاف على العقوبات وتدشين آلية اينستكس، قال متحدث الخارجية الأمريكى " نحن نتابع التقارير حول الآلية الخاصة عن كثب للحصول على تفاصيل إضافية". وأكد "لا نتوقع أن تؤثر الآلية الخاصة على حملتنا للضغط الاقتصادى الأقصى بأى شكل من الأشكال".
كريستيان جيمز
وحذر جيمز من يستأنفون العمل مع طهران قائلا "تخاطر الكيانات التى تستمر فى الانخراط فى نشاط خاضع للعقوبات مع إيران بعواقب وخيمة قد تشمل فقدان إمكانية الوصول إلى النظام المالى الأمريكى والقدرة على التعامل التجارى مع الولايات المتحدة أو الشركات الأمريكية.
ولفت المسئول الأمريكى لـ "اليوم السابع" إلى أن واشنطن أعادت فى 5 نوفمبر 2018 فرض العقوبات الأمريكية بتأثير كامل بعد أن كان قد تم رفعها بموجب الاتفاقية النووية الإيرانية"، ورأى جيمز أن هذه العقوبات لها تأثير قوى وكنتيجة لموقف الإدارة الصارم تجاه صادرات إيران النفطية، تراجعت هذه الصادرات كثيرا إذ أصبحت جدية سياستنا فى فرض أقصى ضغط اقتصادى على إيران أكثر وضوحا.
وأكد "انخفضت صادرات إيران النفطية، بما فى ذلك المكثفات، من 2.7 مليون برميل يوميا فى يونيو 2017 إلى أقل من مليون برميل يوميا بعد 5 نوفمبر 2018. ونتوقع المزيد من الانخفاض فى المدى القريب. لقد توقفت أكثر من 20 دولة كانت تستورد النفط الخام الإيرانى فى العام السابق مايو 2018 عن شراء النفط من إيران".
وحول الجوانب الأخرى فى الاستراتيجية الأمريكية المرتبطة بمواجهة التموضع الإيرانى فى سوريا قال كريستيان "سبق وأن كررنا مرات عدة، إن تواجد المقاتلين الأجانب، بمن فيهم القوات التى تدعمها إيران وحزب الله، أمر غير مقبول. وتمثل مواجهة التأثير الإيرانى وإخراج كافة القوات الإيرانية من سوريا هدفا استراتيجيا طويل الأمد وسيحتاج تحقيقه إلى كامل جهودنا الدبلوماسية والاقتصادية ومبادراتنا الأخرى".
وفى ختام حديثه قال المتحدث الأمريكى "نحن ندعو النظام الإيرانى إلى الكف فورا عن كافة الأنشطة التى لا تتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2231. فاختيارات تشكل إيران للصواريخ ونشرها تشكل خطرا لتصعيد التوترات فى المنطقة إذا فشلنا فى استعادة الردع. سنواجه التهديدات ضد الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا وسنعمل بشكل وثيق معهم للرد على أى أعمال استفزازية إيرانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة