أكرم القصاص

أردوغان والجولان.. وجائزة الازدواج النفاقى المتعاكس

الإثنين، 25 مارس 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستحق الرئيس التركى رجب أردوغان جائزة كبرى فى المواقف المتعاكسة والمتناقضة التى تحمل الموقف ونقيضه بكل صراحة ووضوح، وربما تكون طبيعة السياسة بحاجة للمناورات، لكن أردوغان قفز على كل حدود التناقض، الرئيس التركى يرتبط بعلاقات حميمة وتعاون وثيق فى كل المجالات، مع إسرائيل ومع هذا اعتاد كل فترة أن يخرج بتصريحات يظهر فيها أنه يهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ويرد عليه بنيامين ثم يعود التعاون بينهما فى صورته الطبيعية. ونفس الأمر فى إطلاق تصريحات غازية حول فلسطين لكنه فى الواقع لا يفعل أكثر من الكلام. 
 
وآخر المواقف الكوميدية لأردوغان، ما فعله بعد تغريدات الرئيس الأمريكى ترامب التى يعلن فيها سيادة إسرائيل على الأراضى المحتلة، وهى قرارات أثارت رفضا عربيا وأوروبيا ودوليا، لكن موقف أردوغان كان الأكثر وضوحا فى ازدواجيته، فالمعروف أن أردوغان يشارك طوال سبع سنوات فى تدمير سوريا، وهو الذى لعب الدور الرئيسى فى دعم التنظيمات الإرهابية، وسهل دخول وخروج الإرهابيين من داعش والنصرة ممن ساهموا فى تخريب سوريا، وكان أردوغان ولايزال يحتل قطاعات من أراضى سوريا، وكل هذا الجهد الأردوغانى واضح ولا يحتاج إلى شرح، لكن جاء تصريح أردوغان ردا على ترامب كاشفا لسياسات أردوغان المتعاكسة والمتناقضة. فقد أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، رفضه لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وقال فى  كلمة أمام اجتماع منظمة التعاون الإسلامى: «إن تصريح ترامب حول مرتفعات الجولان يجر المنطقة إلى حافة أزمة جديدة»، و«لن نسمح إطلاقا بشرعنة احتلال مرتفعات الجولان».
 
ويمكن أخذ تصريحات أردوغان ضمن التعبيرات الدبلوماسية التى تسود فى مثل هذه الأزمات ، لكن أردوغان نفسه كان أكثر من ساهم فى شرعنة الإرهاب بسوريا والعراق، حيث كانت تركيا ممرا لدخول وخروج الإرهابيين من كل دول العالم إلى سوريا والعراق، واقتسم أردوغان النفط المسروق مع داعش والقاعدة، وفتح أبواب بلاده لعلاج جرحى داعش والنصرة، وسعى ولايزال لانتزاع أجزاء من أراضى سوريا وكلها خطوات ساهمت بشكل مباشر فى خطوات إسرائيل لنقل سيادتها على الجولان. 
 
كان أردوغان دائما يمارس البرجماتية السياسية، فهو يدعم داعش والقاعدة ويهاجم الإرهاب، ويتحالف مع إسرائيل ويقيم علاقات تجارية وصناعية معها، لكنه يطلق تصريحات غازية ضد الاحتلال وأحيانا يدخل فى حالة من التصريحات « التوك شو» مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، والمفارقة أن أردوغان ونتنياهو يعايران بعضهما، فأردوغان هاجم  نتنياهو ووصفه بأنه يرتكب جرائم، فرد رئيس وزراء إسرائيل قائلا له: إنك ياردوغان آخر واحد تتحدث عن القتل وأنت متورط فى دعم الإرهاب وقتل المدنيين فى سوريا والعراق وتركيا على حد سواء. 
 
وكان لسان حال نتنياهو  يقول لأردوغان «دافنينه سوا»، أو أنك آخر شخص يمكن أن تتهم الآخرين بالإرهاب والقتل وأنت تمارس هذا بشكل دائم. 
 
والواقع أن رجب طيب أردوغان بالفعل تجاوز كل حدود الازدواجية،  فقد كان حليفا لسوريا قبل أن ينقلب عليها، ثم يتحالف مع داعش وإخوته من التنظيمات الإرهابية، وكانت جهود أردوغان خدمة واضحة لإسرائيل، أحد الأطراف الرابحة من الإرهاب، لكن الآن يرتدى أردوغان ملابس الرافض لشرعنة احتلال كان هو أول من دعمه ولايزال يمارسه على أراضى سوريا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة