كما هو متعارف عليه هناك كليات يطلق عليها "كليات القمة" وهي تكون بمثابة حلم لكثير من الطلبة والطالبات، ومن أبرزها طب وهندسة وصيدلة وغيرها، لكن جيل هذه الأيام نظرته اختلفت تماما، فمعظم الشباب أصبحوا يفضلون دخول الكلية التي تنمي ما لديهم من مواهب أو هوايات، لكي يكون الأمر أكثر احترافية، وهذا ما كان يتمناه "محمد صبري" وهو شاب في العشرينات من عمره كان يطمح لدخول كلية "فنون جميلة" لأنه عاشق متيم للرسم..
لكن كالمعتاد تنسيق الثانوية العامة لم يسمح له بدخول الكلية التي طالما حلم بها، لكنه دخل شيئا مقاربا لها وهي كلية الهندسة قسم عمارة.
"محمد صبري" في سنة أولى تمهيدي كان من المتفوقين والأوائل، لكن في السنوات التالية لم يستمر بهذه الوتيرة من النجاح، وشعر بنوع من الفشل لأنه لم يجد نفسه في الهندسة، وكان حلم الرسم يرواده من حين لآخر، وقرر فجأة أن يتفرغ للرسم تحديدا رسم "الكاريكاتير" وبالفعل أبهر الجميع برسمه وفي بداياته تم نشر أعماله في العديد من الصحف والجرائد الإلكترونية الشهيرة، ليس ذلك فقط بل تم نشر رسوماته في مجلات وصحف فرنسية.
شعر "محمد" حينها بطعم النجاح وأراد أن يصبح مميزا في هذا المجال، وبالفعل انفرد بشيء مختلف وهو "رسم الكاركيتر لايف"، والذي يقوم برسم الأشخاص وهم جالسون أمامه في خلال ساعات قليلة، وهذا ما جعله متميزا عن أي رسام كاريكاتير آخر، ولعشقه لهذا المجال قام برسم رسوم كاريكاتيرية على السيراميك.
وما جعل "محمد" يستمر في هذا المجال أنه رأى نجاحه أمام عينيه، لأنه حينما كان ينتظر المترو كان يقوم برسم شخصيات كرتونية على تذاكر المترو، وفي البدايات كان ينظر إليه الناس بنوع من الغرابة، لكن مع مرور الوقت لاقت رسومات"محمد" إعجاب الكثيرين.
ويكمل محمد حديثه قائلا: أحيانا كتير كنت بنزل آخر الخط وبنسى نفسي عشان برسم الناس، وساعات كانوا بيبقوا عايزني منزلش من المترو عشان اكمل رسم، ومن المواقف الحلوة اللي مش هنساها ، في مرة رسمت الفنان "محمد رمضان" على تذكرة المترو وصورتها ونزلتها على صفحتي، وكانت المفاجأة أن "محمد رمضان" شافها بنفسه، وعجبته جدا وكلمني وقلي انت فنان موهوب ومختلف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة