رامى خالد شحاتة الطفل الذى لم يتجاوز عمره 13 عامًا، أصبح بطلا قوميا فى إيطاليا بعد إنقاذ 51 طفلا من زملائه بالمدرسة ومشرفى الباص، بعد قيام سائق سنغالى بخطف الأتوبيس بالتلاميذ والتوجه بهم إلى مطار ميلانو وتفجيره، إلا أن براعة الطفل رامى وحسن التصرف فى الموقف واتصاله بالشرطة الإيطالية ووالده أنقذت إيطاليا من كارثة محققة، كان من المؤكد أن يكون هناك العشرات من الضحايا من الأطفال والشعب الإيطالى.
و"رامى" من أسرة مصرية بقرية ميت الكرماء التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، ولد بإيطاليا نظرا لعمل والده هناك منذ أكثر من 20 سنة، هو وأسرته والزوجة الطاهرة محمد على الحداد حاصلة على بكالوريوس تجارة قسم محاسبة وابنهما الثانى عمرو الطالب بالصف الثالث الثانوى العام علمى علوم ويدرس بالمدرسة العسكرية بالمنصورة.
وقالت "الطاهرة" والدة رامى: "فوجئت بأخى الدكتور إسلام يتصل علىّ، ويخبرنى أن فى خبر كويس عن رامى، وأنه اتصل بى حتى لا أقلق، وأعطانى نبذة عن الموضوع، وكنت خارج المنزل فعدت إلى المنزل فورا، لكى أتحدث مع ابنى رامى على الإنترنت، وأكد لى أنه بخير".
وأضافت "الطاهرة" لـ"اليوم السابع": "رامى قال لى إنه بعدما استقل الأتوبيس لاحظ عدم وجود شواكيش بجانب كل شباك التى تستخدم لكسر الزجاج فى حالة أى خطر، وبعدها بلحظات فوجئ بالسائق يربط مشرفة الباص ووضع سكينة على رقبة أحد التلاميذ، مهددًا بأنه سيقتل الجميع، وطلب إلقاء أجهزة المحمول على الأرض، وألقى كمية كبيرة من البنزين فى الأتوبيس".
وتابعت "الطاهرة": "طلب رامى من زملائه أن يعلوا أصواتهم، لكى يتمكن من الاتصال بالشرطة ووالده، وتظاهر أنه يصلى بالأتوبيس، ثم كتبوا على زجاج الأتوبيس أنهم مخطوفين، ولكن لم ينتبه أحد، وبعد مدة قامت الشرطة بمطاردة الأتوبيس، ولم يمتثل السائق للشرطة، ودهس سيارة الشرطة، وعندما توقف رفض فتح الأبواب رغم محاصرة الأتوبيس، فقاموا بكسر الزجاج الخلفى وأخرجوا التلاميذ ورفض رامى أن يخرج إلا آخر واحد، وقام السائق بإلقاء الولاعة فى الأتوبيس لإشعال النار به".
وعبرت والدة رامى، عن سعادتها بموقف ابنها، لأنه أرسل رسالة للعالم أجمع بأن الإرهاب لا يمت لأى دين، وأن الإسلام دين تسامح ووفاء وتضحية، متابعة: "سنعود إلى إيطاليا بعد إنهاء شقيق رامى امتحانات نهاية العام، وسوف يتم تكريم رامى من قبل السفارة المصرية بإيطاليا".
وقال جد رامى "محمد الحداد"، إنه تحدث مع رامى 5 مرات منذ الحادث، وأكد له أن الحادث استغرق 40 دقيقة، وأن السائق يعمل بالمدرسة منذ 6 سنوات، وصدر ضد السائق عقوبة بالحبس لمدة 6 أعوام بسبب قضية تعدٍ جنسى.
وأكد جد رامى، على أنه فخور بحفيده ويشكر الله على نجاته هو وزملاؤه وأنه يشاهد ليل نهار ما ينشر عن رامى بإيطاليا والاحتفال به، مشيرا إلى أنه تم تكريمه من وزير الداخلية الإيطالية ومحافظ المنطقة التى يقيمون بها وتبعد عن ميلانو ساعة بالسيارة، ومن المقرر أن يتم تكريمه من رئيس الوزراء الإيطالى وإعطائه الجنسية الإيطالية رغم صغر سنه.
وقال "عمرو" الأخ الأكبر لرامى، إنه سعيد للغاية بموقف وشجاعة شقيقه، وأن من صفات رامى أنه اجتماعى وشقى منذ صغره، مؤكدا على أن رامى أخبره بأنه قرر محاولة إنقاذ زملائه والحمد لله نجح، مشيرا إلى أنه ووالدته سيسافران إلى إيطاليا عقب امتحانات الثانوية العامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة