كريم عبد السلام

منظمة خريجى الأزهر.. أفكار ضد التطرف

الثلاثاء، 26 مارس 2019 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنا فعلت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، بأن شكلت مركزا لرصد الأفكار المتطرفة وتقولات الإرهابيين فى مختلف مناطق العالم الإسلامى، والرد عليها وتفنيدها بالفكر من خلال سلسلة فكرية اجتهادية تقدم البديل العصرى لتخرصات وأباطيل الجماعات الإرهابية وقادتها من المنحرفين المنتسبين زورا وبهتانا بالإسلام الحنيف.
 
لا تتوقف المنظمة عند بلد معين ولا جماعة بعينها من الجماعات التكفيرية، ولكنها تتابع ما يروج من أباطيل فى مجتمع من المجتمعات الإسلامية وتعمل على تفنيده بالحكمة والموعظة الحسنة والنشر على نطاق واسع فى كتيبات صغيرة، يتم توزيعها فى البلد المستهدف بالأباطيل والفتن والفتاوى الشاذة، حتى يتضح أمام العامة طريق الصواب وحقيقة التخرصات التى يستند إليها وينشرها الإرهابيون.
 
النتاج الفكرى للمنظمة يتصدى فى المقام الأول لدعاوى التنظيمات والجماعات الإرهابية التى تسعى لتشويه الإسلام بطرق ومناهج خبيثة مستحدثة، تتبنى الغلو والتطرف والقتل والتدمير بدعوى أنها تطبق شريعة الإسلام وتحرص على الدين أكثر من عموم المجتمعات الإسلامية، بينما هى- أى هذه التنظيمات والجماعات- تنفذ عن علم أو عن جهل مخططات وبرامج أجهزة استخبارات غربية هى أعدى أعداء الإسلام والدول الإسلامية وتسعى إلى تدميره وتفتيت المجتمعات من داخلها بالحروب الأهلية والاقتتال الطائفى.
 
ويتضمن النتاج الفكرى للمنظمة التى يقدمها الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، عضو هيئة كبار العلماء معالجات عصرية لقضايا مثل الحاكمية فى الإسلام والمواطنة والعمليات الانتحارية واستخدام الدروع البشرية والغلو فى العهد النبوى والرد عليه والجهاد فى الإسلام وضوابطه وقضية الولاء والبراء ومفهوم الجاهلية ومفهوم ديار الكفر وديار الإيمان وقضية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والخروج على المجتمع والحكومة بالقوة ومفهوم الخلافة وتطورها، إلى آخر القضايا الفقهية التى تتخفى وراءها أجهزة الاستخبارات الغربية وتحرك من خلالها جماعات العنف المسلح لتدمير المجتمعات العربية والإسلامية.
 
والحق أن علماء المنظمة وهم من رجالات الأزهر المتنورين الفاهمين المتمكنين من العلوم الشرعية والعصرية معا، يعالجون مسائل شديدة البدائية والتخلف والخطورة، فهناك من الجماعات الإرهابية من يستعين بنصوص وأحاديث ليلوى أعناق الأفكار ويجعل الشباب المستهدف يرتكب الجرائم بحق وطنه ومؤسساته وأبناء مجتمعه من الأبرياء، فتجد من مخابيل الجماعات والتنظيمات من يسوغ الهجوم على المدارس والجامعات بدعوى أن من أنشأها كان الكفار الأجانب وتوارثها الكفار المحدثون، كما يصف النشيد الوطنى وتحية العلم بالممارسات والأفعال الكفرية.
 
كما تجد من هؤلاء المخابيل من يتفنن فى إطلاق الأوصاف على المجتمعات العربية والإسلامية ليسوغ لأتباعه القيام بالعمليات الإرهابية، فيصف هذه المجتمعات بديار الكفر تارة وبالمجتمع الجاهلى تارة أخرى، والمجتمعات معوجة السلوك إلى الحد الذى يخشى المسلم فيه على دينه وخلقه، مما يستلزم تشكيل مجتمع إسلامى خاص، تطبق فيه أحكام الله، وتعلو فيه راية الإسلام، وتتسع رقعته، كما يصف الجيش والشرطة بالطواغيت ويسترسل فى آليات وضوابط قتالهم فى التجمعات السكنية والأسواق أو فى الخلاء، كما يسترسلون فى تبرير مقتل المدنيين الأبرياء العزل من شيوخ ونساء وأطفال بأنهم يمارسون أعمالا كفرية ويرضون بالطواغيت الكفرة!
 
بل وصل الأمر بهؤلاء المخابيل أنهم يدعون إلى مغادرة المجتمعات الإسلامية والعربية على اعتبار أنها دار كفر تستوجب الهجرة منها وتأسيس مجتمع إسلامى خالص تطبق فيه الشريعة، وهم يتصورون المجتمع الإسلامى مجتمعا بدائيا فى كل شىء وكأن المجتمع الإسلامى توقف فى آلة الزمن عند القرن السادس الميلادى، فيرتدون إلى التخلف والغباء ما يجعل نهايتهم حتمية ولكن بعد أن يدمروا المجتمعات التى يعيشون فيها، ليحققوا الهدف الأبعد لأجهزة الاستخبارات الغربية التى تعمل منذ سنوات على تدمير المنطقة العربية ببرامج الفوضى الخلاقة وحروب الجيل الرابع.
جهد كبير ومهمة شاقة تقوم بها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، تقتضى تسليط مزيد من الضوء والترويج لما تصدره من كتيبات لمقاومة الفكر المتطرف ودعاته والمدافعين عنه.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة