«فوتوسيشن» أو جلسة التصوير أصبحت تشغل مساحات واسعة من عالم مواقع التواصل الاجتماعى، فيس بوك أو إنستحرام، وتويتر، حيث يستسلم الفنان أو الفنانة لعدسات التصوير فى أوضاع مختلفة، ويختار الأفضل والأكثر جذبًا، هناك فنانات لا يظهرن يحاولن تعويض الغياب عن الفن بالمزيد من جلسات التصوير.
والفنانة رانيا تتفوق على الجميع بكم الصور التى تبثها يوميًا على حساباتها التواصلية، منها ما كاد يوقعها فى اتهامات فى «واقعة البطانة»، هى موضة ظهرت لدى نجوم هوليوود ارتباطا بأدوارهم فى أفلام أو مسلسلات، لكنها انتقلت لتصبح جزءًا من الدعاية «الشوشيالية»، ينصح بها خبراء الميديا الجديدة، ويحققون بعض الأرباح، ورزق «السوشياليين» على «المتصورين».
ويبذل المصورون وخبراء «فوتوشوب» كل جهودهم لإزالة أى تأثيرات للسن، وإزالة تأثيرات الزمن، وتحسين الصورة لتبدو الفنانة أكثر بريقا ولمعانا، ورأينا جلسات تصوير لنجمات مخضرمات، وقد ظهرن فى جلسات التصوير فى المرحلة الثانوية.
وكل هذا قد يبدو مشروعا للفنانات والنجمات، ممن تبحثن عن التواجد، وأن تبقى صورتها واسمها متاحين أمام المنتجين أو الشركات.
لكن فكرة «فوتوسيشن» أو البحث عن صورة انتقلت جعلت مواقع التواصل المكان الأول لطرح وجهات النظر وخوض معارك وقرارات، ومن أبرز الرؤساء ظهورا واستعمالا لأدوات التواصل يأتى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى خاض معاركه الرئاسية وما بعد الرئاسة عن طريق تويتر، بل أنه أعلن قراره بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، على تويتر أولا، وهدفه انتخابى، أن يحصل على الصورة، ويكسب لوبى القوة اليهودية وبالتالى يخترق الديمقراطيين.
ترامب يبحث عن الصورة، ويمنح بنيامين نيتانياهو ورقة انتخابية تدعم صورته.. والأخير يقصف غزة ردًا على إطلاق صاروخ تجاه إسرائيل ضمن لعبة الانتخابات التى تبدو أكثر عمقًا مما يبدو فى الواقع.
خلال أسبوعين تم إطلاق صواريخ على إسرائيل من غزة، وأعلنت حماس والجهاد وباقى الفصائل فى غزة عدم مسؤوليتها عن الصواريخ، فيما يبدو أن هناك جهة ما تمنح إسرائيل الصورة التى تريدها.
اللافت للنظر أن ردود الأفعال على قرار ترامب حول الجولان، أو قصف غزة، لم تتجاوز مجرد صور وتعليقات وأبيات شعر وكلمات، يهاجم «الكيبورديين» العرب أنفسهم وبعضهم، ويزينون بوستاتهم بالشعارات الرنانة، ويعتقد كل منهم أنه قام بواجبه وأدى دوره فى الدفاع عن القضية المحورية، ويتهم آخرين بالتقاعس والتخاذل، ولا مانع من بعض السباب واللعنات الافتراضية بحثًا عن «لايك أو شير».
بل أن بعض من ساهموا ومازالوا فى الحرب على سوريا، يبكون على الجولان، وأبرزهم رجب أردوغان، حليف داعش والقاعدة وسعى لانتزاع أراض سورية، هو نفسه اليوم يلتقط لنفسه «صورًا» وهو يرفض قرار ترامب بتأييد إسرائيلية الجولان. ويصدق نفسه ويجد من يصدقه.
«الفوتوسيشن» أو اللقطة والصورة، أصبحت هدفًا للعديد من أنصاف النجوم وأنصاف النشطاء، وأنصاف المناضلين، ممن يبحث كل منهم عن لقطة، أو فتوسيشن، لزوم اللايك والشير والتواجد الافتراضى فى العالم الافتراضى بعيدًا عن الواقع.