فى واحدة من اللحظات التاريخية التى سيذكرها الجميع وقفت فتاه من الهنود الحمر اسمها "ساشين ليتل فيذر" على خشبة المسرح بعد الإعلان عن فوز النجم العالمى الكبير مارلون براندو بجائزة أفضل ممثل فى 27 مارس 1973 عن دوره فى فيلم الأب الروحى وقالت "إن براندو ممتن جدًا لهذه الجائزة السخية، لكنّه لن يستطيع قبولها بسبب المعاملة السيئة للهنود الحمر فى مجال صناعة الأفلام".
واستطاع "مارلون" بهذه اللحظة الفارقة أن يحجز لنفسه مكانا فى قلب الإنسانية، لكن يبدو أن لهذه الإنسانية أصل كبير عند الفنان العالمى المولود فى أبريل 1924 والذى رحل فى 2004 عن عمر ناهز الثمانين عاما، فحسبما يذكر كتاب (تعالى إلى حيث النكهة)لـ حسن حداد، أن مارلون براندو كان شاعرا.
ويقول الكاتب حسن حداد، إنه فى مذكرات براندو التى ترجمها عبد النور خليل ونشرها في جريدة القاهرة تعرفت على "براندو" الشاعر، كانت كلماته تصيبني بالدهشة والإعجاب والاستمتاع، فى نفس الوقت، كانت بالفعل اعترافات لا يجرؤ على فعلها سوى شاعر.
ومن الاقتباسات التى نقلها الكتاب قول براندو "عندما أتجول فى سنى عمرى التى قاربت على الثمانين محاولا استعادة فيما كان هذا العمر لا أجد شيئا واضحًا تمامًا، وأظن أن أول ذكرى لي هى أننى كنت أصغر من أن أتذكر كيف كنت صغيرًا".
وكذله قوله "بعض أمتع ذكريات طفولتى الباكرة كانت عن (إيرمى) وضوء القمر يضىء حجرتى فى ساعات الليل المتأخرة كنت فى الثالثة أو الرابعة عندما جاءت "إيرمى" لكي تعيش معنا فى (أوماها) كأسرة بديلة، وما زلت أذكرها كما رأيتها عندئذ.. كانت فى الثامنة عشرة، بعيون واسعة ولها شعر حريرى أسود، كانت دنمركية لكن بمذاق خاص نابع من جذورها الإندونيسية، ضحكتها لا أنساها أبدًا، عندما تدخل حجرة كنت أشعر بها دون أن أراها أو أسمعها بسبب الرائحة غير العادية التى كانت تسبقا إلى المكان، وقد لا أجد تبريرا كيماويا لكن أنفاسها كانت حلوة كفاكهة طازجة مقطعة، كنا نلهو ونلعب طيلة النهار، وفى الليل ننام معا، كانت تجربة أحبها، كانت عميقة النوم ويمكننى أن أتخيلها الآن نائمة فى فراشنا بينما القمر ينصب من النافذة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة