ما يحدث الآن ليس مصادفة على الإطلاق، منظمات حقوقية عالمية تكذب وتدعي وتغالط المنطق في بياناتها وتقاريرها مثل منظمة هيومان رايتس ووتش، جلسة استماع خائنة لعدد من الشخصيات المصرية في الكونجرس، حملة إعلامية زائفة تقودها "البي بي سي" تساند فيها الإخوان وتتبنى وجهة نظر الجماعة الإرهابية وتستضيف رموزها وتروج لشائعاتها، هذا كل يحدث في آن واحد، فلماذا يحدث الآن هذا الهجوم المكثف؟ ولصالح من يتم كل هذا؟
يخبرنا التاريخ في كل وقت بأن هذه الأدوار المرسومة بدقة لا تحدث اعتباطا، ولا مصادفة، هذه الحملة وراؤها شيء أكبر، تلك محاولات للوي زراع مصر والأمة العربية لتحقيق أهداف أخرى، محاولة مستهلكة وآلية مفضوحة، أن تضغط على نظام سياسي من الداخل لا لشيء وإنما من أجل المساومة على شيء أكبر، تهديد بعض الحكام بالقدرة على إثارة الأزمات هو ما يرومه هؤلاء، وليس من المقبول عالميا أن تجاهر هذه الدول بأغراضها السياسية أو الاقتصادية في العلن، لكن ما يحدث هو محاولة إثارة الأزمات من أجل الجلوس على مائدة الحوار في السر ثم الاتفاق على تعاون في العلن أو استمرار العداء إلى آخر مدى.
هذا ما يحدث عادة، وهذا ما يحدث الآن، ومن لا يستطيع أن يربط هذا الاهتمام المفاجئ بمصر وظروفها السياسية على أعلى المستويات السياسية مع تلك الحملة الممنهجة يحق له أن يراجع المواقف ويتأمل الأفعال والأقوال، هنا لا وجود لحسن النية، ولا افتراض لوجود احتمال بأن يكون هذا الاهتمام بإثارة الأزمات في مصر من أجل الشعب المصري أو خوفا على مصالحه، أو حتى لأن التعديلات الدستورية المقترحة لا تروق لهم، فتحت هذا الاهتمام المصطنع وهذا التعمد المفضوح لإثارة المشكلات والأزمات وهذا الاستعداد الكبير لإثارة الشائعات ومساندة جماعات الإرهاب الكثير والكثير من الأغراض السياسية والاقتصادية الخفية، وربما يكون من ضمنها قرار الإدارة الأمريكية الجائر بإسرائيلية هضبة الجولان، وربما يكون بسبب حالة الاستقرار الاقتصادي التي تنمو في مصر في حين أنهم يريدون أن تظل مصر عاجزة ضعيفة، وربما لأن أزرع الغرب الإعلامية والحقوقية القديمة احترقت داخليا فدخلوا بخطة بديلة، وربما يكون كل هذا، أو غير هذا، وهو ما سنكتشفه قريبا.