وصل الشاب المصرى رامى شحاتة إلى العاصمة الإيطالية روما، ظهر الأربعاء، للقاء وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو سالفينى، وذلك لمنحه الجنسية الإيطالية لمساهمته فى إنقاذ 51 طفلا من الموت حرقا فى حافلة كانت مختطفة قرب مدينة ميلانو، الأسبوع الماضى.
وقال والد البطل المصرى رامى شحاته فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، اليوم الأربعاء، أن وزير الداخلية الإيطالى رضخ للضغوطات الشعبية التى مارسها الشارع الإيطالى والأحزاب والمسئولين، ووافق على منح الجنسية الإيطالية لرامى رغم عدم بلوغه السن القانونية للمواطنين الأجانب ( 18 عاما) المولودين فى إيطاليا للحصول على الجنسية الإيطالية.
وأكد والد البطل المصرى أن الشجاعة اللافتة التى يتمتع بها رامى دفعت الإعلام والشارع الإيطالى لمنحه لقب "أوروى" بعدما أنقذ مدينة ميلانو الإيطالية من كارثة حقيقية.
وقال وزير الداخلية الإيطالى، إنه وافق على منح رامى شحاتة للجنسية الإيطالية لأنه أظهر تفهمه لقيم إيطاليا، مضيفا أنه يمكن عمل استثناء قانونى من أجل أفعال المهارة والشجاعة التى قام بها شحاتة، فى إشارة إلى قانون الجنسية الإيطالى الذى يسمح فقط للأجانب المولودين فى إيطاليا بالتقدم للحصول على الجنسية عندما يصلون سن 18 عاما.
وكشف والد البطل رامى شحاتة كواليس جديدة حول اتصال ابنه بقوات الشرطة الإيطالية للإبلاغ عن الحادث، مضيفا "لم تهتم الشرطة الإيطالية في البداية باتصال رامى وظنوا أنه يسخر، بعدها اتصل بى وأخبرنى ضرورة إبلاغ الشرطة بسبب خطف إرهابى للحافلة وهو ما دفعنى لإبلاغ الشرطة الإيطالية مجددا والتى نجحت فى تحرير طلاب الحافلة".
وشكر والد الطفل المصرى السفير المصرى فى روما هشام بدر، وقنصل مصر فى ميلانو إيهاب أبو سريع، وذلك للاحتفاء الكبير بالبطل المصرى وتكريمه وسط أبناء الجالية المصرية فى إيطاليا، مشيرا إلى احتفاء الشارع الإيطالى والجاليات العربية فى إيطاليا ببطولة ابنه رامى.
وأوضح والد البطل المصرى، أن المسئولين فى إيطاليا وعلى رأسهم رئيس الوزراء ووزير الداخلية فضلا عن السفير المصرى والقنصل العام، كلهم حدثوه شخصيا وكرموه على بطولته وشجاعته.
بدوره كرم السفير هشام بدر سفير مصر فى روما، البطل المصرى رامى شحاته (13 عاما) الذى أنقذ حياة 51 طالبا إيطاليا فى ميلانو يوم 20 مارس الجارى، حينما تم اختطاف حافلة مدرسية من قبل سائقها (سنغالى الجنسية)، الذى احتجز الطلاب كرهائن وسعى لإحراق الحافلة بهم تنديدا بسياسة إيطاليا والاتحاد الأوروبى ضد المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة.
وروى البطل المصرى تسلسل الأحداث أثناء عملية الاختطاف وقيامه بحث زملائه على إلهاء السائق حتى يتمكن من تحقيق اتصال مباشر بالخط الساخن للشرطة الإيطالية من خلال هاتفه المحمول، الذى نجح فى إخفائه عن أعين المختطف الإرهابى، وكيف استطاع تهدئة السائق لحين وصول قوات مكافحة الإرهاب الإيطالية التى نجحت فى تحرير الرهائن بفضل الشاب المصرى.
وأكد بدر فى كلمته أن ما فعله البطل المصرى يعد تجسيدا للخلق والمثل العليا المصرية والشجاعة التى يتسم بها شعبنا.
وأضاف السفير المصرى، أن روح البطولة والتضحية التى تحلى بها الشاب المصرى رامى شحاته أثناء تعرضه للخطر تعد نموذجا حيا لمبدأ الإيثار الفطرى لدى الشعب المصرى. وقد قام السفير المصرى بتسليم البطل الشاب شهادة باسم السفارة والجالية المصرية تقديرا له على عمله البطولى النبيل، الذى ساهم فى تعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين المصرى والإيطالى.
وشهد الحفل الذى أقامته السفارة أجواء احتفالية تخللتها كلمات ترحيب وإشادة بالبطل المصرى من قبل السفير بدر ورئيس الجالية المصرية وإمام المركز الإسلامى بروما وراعى الكنيسة القبطية بحضور كافة أعضاء البعثة المصرية وممثل عن وزارة الخارجية الإيطالية ولفيف من أبرز الشخصيات فى الجالية وسط تغطية واسعة النطاق بوسائل الإعلام الإيطالية.
وفي ختام الحفل، أعرب البطل المصرى رامى شحاته ووالده عن تقديرهم للمشاعر الطيبة التى أبدتها السفارة والجالية المصرية فى إيطاليا والحفاوة التى لمسوها خلال حفل التكريم. وقد حظى الحفل وبطولة رامى شحاته بتغطية موسعة فى مختلف وسائل الإعلام الإيطالية، التى ركزت على حفاوة استقبال السفارة والجالية للبطل المصرى، وأشادت بذكاء وحكمة رامى وحسن تصرفه فى ظرف شديد الصعوبة مما حال دون مقتل 51 طفلا إيطاليا.
ووُصف شحاتة (13 عاما) على نطاق واسع فى الأوساط الإيطالية بالبطل بعدما أسهم، الأسبوع الماضى، فى إنقاذ أكثر من 50 طفلا فى حافلة، كان هو نفسه على متنها، بعدما اختطفها السائق قرب ميلانو واستولى على هواتف الأطفال، حيث تمكن المصرى من إخفاء هاتفه وإجراء مكالمة للطوارئ لتتمكن الشرطة من إنقاذهم من الحافلة التى هدد سائقها بإحراق الجميع لفقدانه أسرته غرقا أثناء هجرتهم إلى إيطاليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة