مصر والسودان إيد واحدة.. "اليوم السابع" داخل أول عائمة سياحية تسير على خط أبو سمبل -وادى حلفا بعد 100 عام من الانقطاع.. تعمل بطاقة الرياح ونافذة جديدة لزيادة التدفق السياحى (صور)

ما زالت أسوان تحصد مكاسب ملتقى الشباب العربى والأفريقى، الذى انعقد على أرضها خلال الشهر الجارى، ومن ضمنها جذب وفود سياحية جديدة من البلدان الأفريقية، بعد أن نجح الملتقى فى الدعاية والتسويق الجيد للمحافظة، وتم تتويج هذا المكسب بانطلاق أول رحلة سياحية بين مصر والسودان بعد انقطاع دام 100 عام كاملة، لتكون نواة لتبادل سياحى هام بين مصر وأفريقيا خلال الفترة المقبلة.

ومن جانبه أكد اللواء مصطفى عامر، نائب رئيس هيئة وادى النيل للملاحة النهرية، أن انطلاق أول رحلة سياحية بين مصر وميناء وادى حلفا بالسودان، يعد خطوة هامة نحو التبادل السياحى بين مصر والقارة السمراء، موضحا أنه لأول مرة يتم تشغيل عائمة سياحية من هذا الطراز على هذا الخط، حيث كان التشغيل سابقا يمتد من أسوان حتى أبو سمبل، مشيرا إلى أنه سبق وتم توقيع عقد شراكة بين هيئة وادى النيل للملاحة النهرية وشركة فرنسية مالكة للعائمة السياحية لافلانوزدونيل الدهبية، وأن هذا الخط يعتبر النواة الأولى فى الخط الملاحى النهرى "الإسكندرية - الكيب تاون".

وأوضح "عامر"، لـ"اليوم السابع"، أن الرحلات النهرية بين مصر والسودان اقتصرت فقط على التبادل التجارى بين البلدين عبر الطريق النهرى والبرى، فضلا عن تجارة نقل الركاب، مضيفا أنه من المقرر أن تصل الرحلة إلى ميناء وادى حلفا فى غضون أيام، وتم توفير كل سبل التأمين لوصولها بسلام إلى الأراضى السودانية، مشيرا إلى أن حجم الأسطول النهرى للهيئة يبلغ 22 وحدة نهرية، 18 وحدة منها تستخدم لنقل البضائع والأبقار الحية، ووحدتين هما ساق النعام وسيناء اللتين يتم استخدامهما لنقل الركاب فقط من مصر إلى السودان عبر ميناء السد العالى بأسوان، موضحا أن الباخرة "دهبية" هى أول باخرة تستخدم فى الإبحار بهدف السياحة، حيث تقدم برنامجا سياحيا للركاب على متنها يتضمن زيارة العديد من المزارات الأثرية الهامة مثل معبد أبو سمبل والعديد من المعابد على أرض دولة السودان، والمركب مكون من 4 طوابق وتعمل بطاقة الرياح، وهى تعد شراكة بين الهيئة وبين إحدى الشركات الفرنسية والتى حرصت على تصميم المركب على الطراز الشرقى البسيط.

ومن جانبه أوضح عبد الهادى محمد، رئيس غرفة شركات السياحة بأسوان، أن السياحة بين مصر والسودان تعود إلى عشرات السنين، موضحا أن مدينة حلفا كانت مقصدا سياحيا هاما، نظرا لتمتعها بالعديد من المزارات الأثرية الهامة التى تعدو إلى تاريخ الحضارة المروية، إحدى الحضارات الهامة فى التاريخ، متابعا أنها كانت تتمتع أيضا بفنادق على طراز رفيع المستوى، كان يجعلها مزارا هاما لكل وافد للسودان، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعا فى التبادل السياحى بين البلدين، لذا تعد تيسير الرحلات النهرية نقطة بداية جديدة لعودة السياحة الأفريقية إلى مصر أو العكس.

وأضاف رئيس غرفة شركات السياحة لـ"اليوم السابع"، أن منطقة البجراوية من أحد أهم المناطق الأثرية فى السودان، مؤكدا أنها تزخر بالعديد من الأهرامات وعددها نحو 57 هرما، موضحا أن هذه المنطقة تبعد عن الخرطوم ما يقرب من 300 كم، على مقربة من مدينة مروى، والملك "تابرك" أحد أشهر ملوك الحضارة المروية، والسودان تتمتع بمقومات سياحية وتحظى بمزارات أثرية هامة، فضلا عن أنها تجمع ملتقى النهرين الأبيض والأزرق فى نقطة تلاقى تجذب العديد من السائحين للتمتع بهذا المنظر الجذاب.

وأوضح "عبد الهادى" أن السودان تتمتع بسياحة الغطس والسياحة المائية، فيوجد بها مدينة بور سودان التى تطل على البحر الأحمر وتزخر بالشعب المرجانية التى تجعل لها طبيعة خاصة مثل محافظة الغردقة وشرم الشيخ، مؤكدا أن عند الانتهاء من الممر الملاحى "الإسكندرية - الكيب تاون" الذى يربط بين البلدان المطلة على البحر المتوسط شمالا وبحيرة فيكتوريا سينعكس ذلك على زيادة نمو وتدفق السياحة المصرية مع أفريقيا، التى لم تقتصر فقط على السودان بل تمتد إلى جنوب أفريقيا وكينيا التى تتمتع بغابات مفتوحة والعديد من المقومات السياحية الهامة مثل أنشطة السفارى.

وتابع "عبد الهادى"، أن أحد أهم أسباب تراجع السياحة بين مصر وأفريقيا خلال الفترة الماضية، هو ارتفاع تكلفة النقل الجوى، لكن مع توفر الوسيلة النهرية ببرامج وأنشطة تجذب السائح، سينعش ذلك قطاع السياحة بين الجانبين.

وأكد أحمد صالح الباحث الأثرى، لـ"اليوم السابع"، أن السودان تعد امتدادا للحضارة النوبية المصرية، ومن خلال الرحلات السياحية المتبادلة بين الطرفين يستطيع السائح أن يحصل على جولة سياحية متكاملة عن آثار النوبة، نظرا لأن السودان تملك العديد من المزارات الأثرية مثل معبد قرية الكرمة ومنطقة البركل الذى يعد من أهم مناطق الحضارة النوبية، ويزخر بمجموعة معابد على غرار معابد الكرنك بمحافظة الأقصر.

وأشار "صالح"، إلى أن منطقة نورى التى تقع شمال السودان، تضم آثارا مصرية نوبية هامة وتضم أهرامات نورى، فضلا عن جزيرة صاى بالسودان التى تحتوى أيضا على مجموعة من المعابد الأثرية الهامة، مؤكدا أن عودة مصر للتبادل السياحى مع السودان يعد معجزة للتعرف على الحضارة النوبية السودانية بحيث تمثل نقلة سياحية لمصر والسودان.