يستعد الناخبون الأتراك للتوجه صباح غداً الأحد إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية، لاختيار مسؤوليهم المحليين للأعوام الخمس المقبلة، وتشكل أول انتخابات تجرى بعد الانتقال من النظام البرلمانى إلى الرئاسى وتوسيع سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان فى 2018، لذا ينظر إليها كونها استفتاء على شعبية الحزب الحاكم العدالة والتنمية المسيطر على الحياة السياسية فى تركيا ومصيره فى عملية انتخاذ القرار السياسى، وسط معارضة كبيرة لهذا النظام فى الداخل واستقطاب سياسى حاد ووضع اقتصادى متردى.
وبدأ الصمت الانتخابى للحملات الانتخابية للأحزاب السياسية التى تخوض المعترك الانتخابى اليوم 30 مارس2019، ومن المقرر أن يتوجّه نحو 57 مليون ناخب صباح الأحد، من أجل التصويت في 194 ألف و390 صندوق انتخابي، موزعين على جميع أنحاء الولايات التركية الـ 81.
خريطة التحالفات الانتخابية
وتخوض المعارضة التركية معركة شرسة أمام الحزب الحاكم فى هذه الانتخابات للسيطرة على مدينة اسطنبول وأنقرة، حيث يتنافس في الانتخابات 12 حزبًا و2 من التحالفات السياسية على المدن الكبرى اسطنبول وأنقرة فضلا عن إزمير وأضنة وبورصة، وفى مقدمة التحالفات (تحالف الشعب) الذى يشمل، العدالة والتنمية بزعامة أردوغان المتحالف مع حزب الحركة القومية بقيادة دولت بهجلي، ويسعى هذا التحالف للفوز ببلدية أسطنبول وأنقرة لضمان سيطرته، أما التحالف الثانى هو (التحالف الوطنى) الذى يضم حزب الشعب الجمهورى أبرز احزاب المعارضة وحزب الخير.
ولم يقدم حزب الشعوب الديمقراطى الكردى مرشحين فى المدن الكبرى اسطنبول وأنقرة من أجل دعم أحزاب المعارضة فى هذه المدن حيث يوجه اصوات الأكراد إلى الأحزاب المعارضة التى سيشكل فوزها فى هذا الاقتراع ضربة قاضية للعدالة والتنمية.
أما باقى الاحزاب التى تخوض الإنتخابات هى و"الشعوب الديمقراطي"، و"السعادة"، و"تركيا المستقلة"، و"الاتحاد الكبير"، و"الديمقراطي"، و"اليسار الديمقراطي"، و"إيي"، و"الشيوعي التركي"، و"الوطن".
وأصدرت السلطات تعليمات بحظرت بيع أو تقديم أو تناول المشروبات الكحولية غدا بأي شكل من الأشكال بين الساعة 06:00 صباحًا و12:00 ليلًا.وبموجب القرارات الرسمية، يتم إغلاق جميع الملاهي العامة، مثل المقاهي ومحلات الانترنت، وتقتصر المطاعم التي فيها فعاليات من هذا النوع على بيع المأكولات.كما حظرت السلطات حتى الساعة 6:00، يحظر على القنوات والإذاعات بث أي خبر أو توقعات أو تعليقات عن الانتخابات ونتائجها.
عمليات اعتقالات واسعة فى صفوف الأحزاب المعارضة
وعشية الانتخابات شنت قوات الأمن عملية أمنية موسعة في مدينة إسطنبول ضد أعضاء حزب الشعوب الديموقراطي الكردي، وداهمت الشرطة التركية صباح اليوم 127 منزلا ومقرا لحزب الشعوب الديموقراطي الكردي واعتقلت خلال العملية أبرز السياسيين من الحزب بينهم أعضاء الحزب في مجلس البلدية إسطنبول.
وبحسب صحيفة الزمان التركية، اتهمت النيابة العامة في مدينة إسطنبول المعتقلين بدعم تنظيم ارهابي والترويج لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
التردى الاقتصادى يقلل فرص الفوز للعدالة والتنمية
ويهدد تردى الوضع الاقتصادى شعبية الحزب الحاكم المتراجعة اصلا، حيث انخفضت قيمة العملة التركية (الليرة) الأشهر الأخيرة 40%، وتخطى معدل التضخم الـ 20%، والبطالة لأت 11%، وارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق وارتفعت معها حالة الاستياء من الحزب الحاكم قد تطيح به من المدن الكبرى.
وعشية الانتخابات أيضا يحشد أردوغان لحزبه الحاكم، وقال لأنصاره في مؤتمر انتخابي م في اسطنبول إن تركيا ستحل الأزمة بسوريا ”في الميدان“ بعد الانتخابات المحلية المقررة غدا والتي يسعى فيها لحشد الدعم لحزبه العدالة والتنمية، وأضاف الرئيس التركى "أول ما سنفعله بعد الانتخابات هو أن نحل مسألة سوريا في الميدان إن أمكن وليس على الطاولة" فى محاولة لجلب أصوات الأكراد إلى لصالح العدالة والتنمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة