فى طريقنا لمواصلة الحياة نرتكب الكثير من الأخطاء التى لم نكن نتوقع الوقوع فيها، لكن الظروف تضعنا على حافة الخطأ وتتركنا، فنندفع متحصنين بكلمة «النجاة» ساقطين فى كثير من المشكلات، هذا ما تفكر فيه عندما تشاهد فيلم «?Can You Ever Forgive Me» من إخراج مارييل هيلر وسيناريو نيكول هولوفسنر وجيف ويتلى، مبنى على مذكرات الكاتبة «لى إسرائيل» وبطولة ميليسا مكارثى.
يقول الفيلم، إن الكاتبة لى إسرائيل، صديقة القطط وكاتبة السير الذاتية للمشاهير، التى عاشت حياتها خلال السبعينيات والثمانينيات ترصد ملامح النجمات الشهيرات، مثل: «كاثرين هيبورن، تالولا بانكهيد، إستى لاودر، والصحفية دوروثى كيل»، تصبح فى التسعينيات عاجزة عن التواصل، لقد تغير ذوق القراء، ولم تعد تستهويهم كتب «لى» لذا تجد نفسها فى مأزق كبير على المستوى الحياتى، الديون تطاردها والحياة تضن عليها وهى فى الخمسينيات من عمرها، حاولت بيع كتبها القديمة بلا فائدة، فباعت رسالة خاصة كانت قد أرسلتها لها كاتبة بـ 173 دولارا، وكانت لديها رسالة أخرى وجدتها فى كتاب قديم باعتها أيضا، لكنها للأسف لا تملك الكثير من الرسائل، لذا لجأت إلى الحل الأخطر، فقد بدأت فى تأليف الرسائل ونسبتها إلى كتاب راحلين، وباعتها لمحبى جمع المقتنيات، واستطاعت خلال فترة ما أن تبيع نحو 400 رسالة من تأليفها قبل أن يتم كشفها.
عندما تقف لى إسرائيل فى المحكمة، تجد نفسك وأنت تشاهد الفيلم فى أزمة تفكير، فأنت مؤمن أن ما فعلته خطأ يصل لدرجة «النصب» لكنك فى الوقت نفسه، تعرف أنها قدمت عملا إبداعيا، لقد استطاعت تقمص أرواح الذين كتبت بلسانهم، حتى إن القاضية عندما طلبت منها الحديث قالت إنها «غير نادمة، وإن هذه أفضل مرحلة إبداعية فى حياتها».
امتلكت «لى إسرائيل» بعد ذلك الجرأة لتكتب عن نفسها معترفة بما فعلته، لكن من وجهة نظرى فإن الأمر لم يحسم بعد، فالفيلم كشف لى كيف أن البعض يعيشون حياة صعبة من ناحية الأحاسيس، لقد كانت «لى» التى رحلت فى عام 2014 تعيش وحيدة، بالمعنى الحقيقى للكلمة، لا شىء سوى قطتها التى ماتت، فحزنت «لى» كما يليق بامرأة وحيدة، لا أحد ينتمى إليها، وذلك شىء صعب دفعنى لتفهمها، لقد كانت خائفة من كل شىء، رغم تظاهرها باللامبالاة.