كريم عبد السلام

لا تشعلوا نار التعصب

الأحد، 31 مارس 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكتب هذه الكلمات قبل ساعات من مباراة القمة 117 بين الأهلى والزمالك فى ستاد برج العرب بالإسكندرية، والتى أتمنى أن تكون مباراة فى الروح الرياضية ونبذ التعصب والكرة الجميلة، أيا كانت النتيجة، وحتى نقدم نموذجا راقيا ضمن أشهر الثنائيات الكروية فى المنطقة والعالم.
 
المباراة يشاهدها عشرات الملايين من المصريين والعرب حول العالم، والفريقان كبيران، ولهما تاريخ حافل على المستوى المحلى والقارى، كما أن المباراة ليست مباراة بطولة، ويمكن أن تكون سببا فى سعادة المصريين بصرف النظر عن نتيجتها أو سببا فى مزيد من الأمراض والتوترات، فما أحوجنا لتنظيف المناخ العام من البذاءات وعدم اللياقة والتدنى والسفاهة الكروية والانحطاط الرياضى، وعودة الاحتفاء المصرى بالساحرة المستديرة، وهو احتفاء يحقق كثيرا من التوازن النفسى للبسطاء، ويمنحهم السعادة المفتقدة التى يبحثون عنها.
 
أرجو ألا تتضمن المباراة شحنا زائدا للاعبين، تجعلهم يقتلون المباراة أو يتهور الفريق الخاسر إلى افتعال المشكلات والمشاجرة مع الفائزين مع أول «فاول» أو مع تدخل خشن، فهذا السلوك لا نراه إلا فى الديربى المصرى فقط، رغم أن الجنازة حارة كما يقولون ولا أريد أن أكمل المثل، فالمباراة بدون جمهور، يعنى خسارة على الفريقين كما أنها ليست نهاية العالم بالنسبة للخاسر وليست إعلانا بالفوز بالدورى للفائز والمشوار مازال طويلا.
 
لماذا أصبح لدينا تصور مشوه عن الرياضة، وخصوصا عن اللعبة الأكثر شعبية كرة القدم؟ لابد أن نقهر خصومنا، نمسحهم من على وجه الأرض إذا استطعنا، نرفض تفوقهم ولا نعترف به، وننسبه إلى أسباب خرافية، مثل حكاية العفاريت والشعوذة والدجالين التى تسببت فى فوز الأهلى بمباراة الفريقين فى الدورى، وعندما بطل السحر والدجل وتوقفت فعالية العفريت جامايكا، فاز الزمالك بالكأس، بالذمة ده كلام أسوياء عاقلين لديهم الحد الأدنى من التوازن النفسى؟ 
يجب أن نتوقف وأن نسأل أنفسنا: لماذا لم نعد نعترف أن الرياضة يوم فوز ويوم خسارة، ولماذا انتهت حكاية الرياضة أخلاق وتحولت إلى ردح وزعيق وتفاهات وسباب يعاقب عليه القانون واتهامات بالدجل ومؤامرات لإفشال المنافسين؟!.
 
أرجوكم ارجعوا إلى الكرة الإسبانية هذا العام، حيث واجه الريال غريمه التقليدى برشلونة ثلاثة مرات، وخسر اللقاءات الثلاثة، ولم تحدث مشاجرة واحدة بين اللاعبين، ولم يضطر الاتحاد الإسبانى إلى الاستعانة بحكام أجانب، خصيصا من أجل إدارة كلاسيكو الأرض والخروج به إلى بر الأمان، سامعين، أقول كلاسيكو الأرض حيث المباراة الوحيدة تساوى مليارات الدولارات إذا حسبنا أسعار اللاعبين وقيمة الإعلانات والتذاكر والمراهنات والبث الحى وكافة طرق التعامل الصحيح مع صناعة كرة القدم.
 
كم يساوى الكلاسيكو المصرى قياسا على كلاسيكو الأرض؟ ولماذا هذه الضجة المفتعلة إذن؟ على جميع أطراف اللعبة أن يتواضعوا ويعرفوا حجمهم جيدا، وساعتها فقط سيلعبون كرة قدم جميلة وسنكتشف نجوما جددا فى تلك المواجهات، كما كان يحدث زمان، وسيحتفظ النجوم والجماهير والمسئولون بذكريات جميلة.
 
أرجو أن تكون هذه المباراة بداية لنبذ التعصب الأعمى وبداية لتقديم محبة الساحرة المستديرة على كل ما سواها، فالشغف بالكرة هو الذى يخلق اللاعبين العظماء أصحاب الأحلام العظيمة، والإخلاص للكرة من كافة العناصر المسؤولة عنها هو الذى يؤدى إلى تطورها وازدهارها، وبدلا من شغل الناس بمعارك تافهة ومشاحنات لا طائل من ورائها، دعونا نبحث قضية ستاد لكل ناد جماهيرى فى مصر، أن يقيم كل ناد جماهيرى فروعا له بالمحافظات كثيفة السكان، أن تعود الجماهير للمدرجات، أن نتبنى سياسة تسويقية جديدة تدر دخلا للأندية وترفع مستوى اللعبة، أن نتبنى تصدير اللاعبين للدوريات الأوربية بكثافة حتى تعود بالنفع على المنتخبات الوطنية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة