والله لو كانت هذه الدعوات تأتى من مسلسل كارتون ساخر لضحكت من كل قلبى، لكن أن تأتى من الإعلامى معتز مطر الذى يعتبر رأس حربة هجوم أجهزة مخابراتية كبيرة، فالضحك هنا واجب من كل القلب والعين والروح والأمعاء.
ما هذا يا هذا؟
يقولون فى الأمثال الشعبية تندرًا على أمثال «واحد شال معزة خوّخ فقال الحقونى بولادها»، وفى حين أن رزاز كلماتك التى دعوت فيها إلى مبادرة فاشلة للتخبيط فى الحلل لم يجف بعد، تدعو الآن إلى مبادرة جديدة هى النفخ فى الصافرات، وعلى هذا أتوقع أن تكون مبادرتك الجديدة هى اللسع بالأساتك، أما التى بعدها فهى الشد فى المناخير، والتى تليها هى اللحس فى المواسير.
عاشت جماعة الإخوان عشرات السنين وهى تنشر فكرها وتخترق المساجد والجمعيات الأهلية، تجند الشباب فى الجامعات، تلجأ إلى أحقر أساليب الاستقطابات، تطبع الكتب والمنشورات، تحاول غسل سمعتها فى الأوساط الثقافية والحزبية، عشرات السنين وهى تعمل بمنتهى «الوقار»، كنا نعرف الإخوانى فى الجامعة من هيئته الوقورة المزيفة، كانوا أحرص الناس على الظهور بمظهر الطالب المثالى حتى لو افتقدوا كل معانى المثالية، الشعر المصفف إلى الجنب، أزرار القميص المغلقة حتى آخر عروة، الابتسامة الزائفة التى تقابلها بمناسبة وبدون، الصوت الخفيض فى الحديث، الجهور فى الهتافات، كان للجماعة سمت وهيئة أى نعم مقززة، أى نعم زائفة، لكن منذ أن دخلها هؤلاء صارت الجماعة أضحوكة كل ضاحك، فلا هم نجحوا فى خفة الدم، ولا هم ظلوا على حالة الوقار المصطنعة.
لو كانت أم كلثوم حية الآن لغنت لك أغنية «الفشل لولاه عليا كنت فى حبك ضحية» مع الاعتذار بالطبع للعظيمة أم كلثوم والعظيمين زكريا أحمد وبيرم التونسى أصحاب أغنية «الأمل»، لكن ليس للأمل مكان فى تلك الحالة، فلا أمل لأمثالك إلا فى السجن، وكل ما ينبغى أن تفكر فيه الآن هو كيف تحصل على تدريب مناسب لتتمكن من الحياة فى السجن الآتى لك عن قريب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة