من زاوية أخرى، تبدو المسألة الجزائرية مقلقة أكثر مما تبشر بإنهاء حكم رئيس ظل 20 عامًا على قمة هرم السلطة، هذا بلد محفوف بالمخاطر والمصالح، ومفاصل النظام بتشابكاته هنا هى من يتمسك بالبقاء وليس الرئيس بوتفليقة وحده، القلق الأكبر بدا جليًا فى أول اجتماع للقوى المعارضة، حيث حزب العدالة والحرية هو من يقود الأمور. اسم مألوف وتفوح منه رائحة مريبة يعرفها كل من زارتهم رياح ما يسمى «الربيع العربى»، لا تنسى أن الجزائر غنيمة شهية للضباع الجريحة التى ذاقت حلاوة السلطة فى بلاد العرب ثم لفظتهم الشعوب واحتضنتهم المنافى، أتصور أن الإخوان يتأهبون للانقضاض على حراك الجزائر، ويعملون بجد لامتطائه فى الشارع وعلى طاولة اجتماع المعارضة، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه بقية الأطياف هناك، إلا إذا كانت ذاكرتهم ضعيفة لدرجة تنسيهم قصة الثور الأبيض، فالجزائر غالية ونتمنى لها أفضل من هذا.