فقدت مواقع التواصل الاجتماعى "سوشيال ميديا" الهدف الرئيسى منها وهو التواصل والتقارب بين الأهل والأصدقاء والمعارف، وكذلك التعرف على ثقافات، وأفكار مختلفة، وتبادل المعرفة والأخبار، وأصبحت ساحة للتطرف والعنصرية وبث الفتن والجهل والخلافات.
والمتابع لمواقع التواصل الاجتماعى يدرك جيدًا أنها باتت بمثابة القنبلة الموقوتة، ويجب أن يدق جرس الإنذار، حيث أصبحت مواقع التواصل ساحة ملائمة لجماعات الشر الإرهابية، تستخدمها فى اجتذاب الشباب صغير السن، وتقوم بعملية مسح ممنهج لعقله، لتستخدمه فى محاربة أهله والقيام بأعمال ضد وطنه، كما تلجأ الجماعات الإرهابية إلى مواقع التواصل "السوشيال ميديا" للتواصل بين أعضائها وإرسال التعليمات للقيام بالعمليات القذرة والدنيئة ضد بلادهم.
كما تستغل جماعات الشر والإرهاب مواقع التواصل لبث سمومها والقيام بعمليات تضليل ممنهجة، عن طريق نشر الأكاذيب وبث الشائعات المغرضة غير الحقيقة لزعزعة استقرار الدول والتأثير على السلم الاجتماعى بالنفخ فى النعرات الطائفية والاختلافات الدينية بين شعوب تلك الدول.
والجميع يعلم أن الدول الكبرى تستغل ساحات مواقع التواصل الاجتماعى لتنفيذ مآربها ومخططاتها لتدمير الدول وصنع الاضطرابات السياسية بها عن طريق مجموعات إلكترونية تابعة لها تقوم بإثارة الشباب بنشر الأكاذيب والشائعات وتشجعهم على الانضمام فى حركات وتجمعات ضد الدول للقيام بعمليات تخريب وتدمير لممتلكات الدولة والأفراد، لإفشال خططها للنجاح الاقتصادى والتنمية المستمرة، حتى تصبح هذه الدول تابعة فى ركب تلك الدول الكبرى، وتنفذ تعليماتها.
ومن ضمن الأخطار التى تمثلها مواقع التواصل أنها تعتبر ساحة ملائمة للتجسس والحصول على المعلومات الهامة عن الدول عن طريق قيام مرتادى تلك المواقع بتشيير الصور والفيديوهات التى قد تحتوى على أماكن ومناطق حيوية فى تلك الدول، ويجب عدم نشرها، ما يساعد أجهزة المخابرات فى الحصول على تلك المعلومات بسهولة ويسر.
كما أن أحد مساوئ مواقع التواصل يتمثل فى استغلال اللصوص المجرمين لها فى القيام بالعديد من الجرائم الإلكترونية ووقائع النصب والاحتيال حيثُ يقوم بعض الأفراد بانتحال شخصيات أخرى وارتكاب الجرائم بأسمائهم.
وتزيد خطورة مواقع التواصل على الأطفال، حيث تبيح لهم امتلاك حسابات عن طريق تزوير العمر، وعن طريقها يستطيعون مشاهدة اللقطات الإباحية، والألفاظ والكلمات النابية، ما يكون له الأثر السيئ على تربيتهم ونشأتهم.
أن مساوئ وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعى "السوشيال ميديا" تتطلب من جميع الدول الانتباه لهذا الخطر المحدق، سواء على استقرار المجتمعات ومستقبلها بنشر الأكاذيب والتضليل، أو بتأثيرها السلبى على النشء، أو باستغلالها من قبل بعض الدول لغرس الخلافات والفتن بين أبناء الوطن الواحد لتنفيذ مآربهم القذرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة