في مشهد بديع للتعاون والمحبة وتطبيقاً لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "أهل مصر في رباط إلي يوم القيامة"، واستمراراً لمسلسل التوحد علي قلب رجل واحد بين أهالي القري والنجوع بجنوب الصعيد، ضرب أهالي "نجع الطوايع" بمدينة إسنا مثالاً في تحدي الظروف والعمل لخدمة بلادهم والحفاظ على الأسر والسيدات والأطفال والكبار بترميم وتطوير "كوبري الطوايع" الشرقى بالجهود الذاتية وذلك بعد تكرار الحوادث عليه.
و"نجع الطوايع" قرية صغيرة تتبع مدينة إسنا بمحافظة الأقصر لا يتعدي سكانها أكثر من 15ألف مواطن، وتفتقد للخدمات الرئيسية للمواطنين، حسبما يقول الحاج محمد عبد الجليل العمدة أحد أهالي القرية، مؤكداً علي أن القرية بها كوبريين شرقي وغربي آيلان للسقوط وتجمع عدد كبير من الأهالي فيما بينهم وقرروا التحرك بأنفسهم بعد دق أبواب المسئولين أكثر من مرة دون تطوير أو تجديد للكوبرى، وقاموا بجمع الأموال فيما بينهم لبناء الكوبري لخدمة المواطنين جميعاً بالقرية وبأموالهم دون الحاجة لأحد.
ويضيف الحاج محمد عبد الجليل لـ"اليوم السابع"، أن كوبري الطوايع الشرقي الواقع علي ترعة الرمادي بمدينة إسنا، كان يعاني من سنوات من الإهمال وأصبح آيل للسقوط ويهدد حياة المواطنين بالموت يومياً، حيث كانت به تصدعات وأخرام من الجانبين، وقرر الأهالي جمع مبلغ مالي فيما بينهم وتم بالفعل سد الأخرام وعمل صيانة له، وإجراء صب مسلح بالحديد والخرسانة وحصيرة أسمنتية لحماية جميع الأهالي والمركبات التي تمر عليه علي مدار الساعة، وذلك بعد الحصول علي تصريح من هيئة الري والموارد المائية لصيانة الكوبري بالجهود الذاتية، وهو مانجح فيه الأهالي ويعمل الكوبري حالياً بشكل يليق بأهالى بالقرية.
أما السيد عبد ربه أبو طبيخ أحد أبناء نجع الطوايع بإسنا، فيؤكد أن أهالي النجع يعانون من نقص كبير في الخدمات وينتظرون خطوات جادة من رجال مجلس المدينة لخدمة المواطنين، مؤكداً أنه كان لا يوجد مدرسة بالقرية خلال السنوات الماضية، وتم إعتماد وتخصيص مساحة الأرض تصل لـ1200 متر أملاك دولة ناحية الطوايع والمطلة على ترعة الرمادى لبناء مدرسة الطوايع، موضحاً أن المدرسة لم تنتهى حتي الآن لخدمة أطفال القرية الذين يعانون من العذاب يومياً في الوصول للمدارس البعيدة عن النجع، ومازال الأهالي يحتاجون المزيد من المباني التعليمية لخدمة المئات من الأطفال بالقرية، مناشداً مصطفي ألهم محافظ الأقصر بالتدخل لسرعة إنشاء مدرسة القرية والتي قدم عدد من الأهالي تطوعات لبناؤها علي نفقتهم الخاصة ولكن دون جدوي أو موافقة من أى مسئول حتي الآن.
ويضيف السيد عبد ربه لـ"اليوم السابع"، أن الأهالي بالقرية تحركوا منذ القدم في أزمة الكوبري حيث قاموا بالجهود الذاتية منذ أكثر من 20 سنة ببناء الكوبري الأول علي ترعة الرمادي والثاني علي جانبي الشيخ فضيل الغربية، ورغم تقدمهم بعشرات الشكاوي خلال السنوات الماضية لإحلال وتجديد الكباري لم يتحرك أحد، وقرر الأهالي تحمل تكلفة التجديد والصيانة بأنفسهم لحماية أبناؤهم وأسرهم، أما عن مشروعات الصرف الصحي فيؤكد ابن القرية أنهم يعانون في فصل الشتاء من كل عام من المياه الجوفية التي تدخل قلب المنازل وتعرضها للإنهيار علي المواطنين داخلها، وكل ما يوجد داخل القرية حالياً "طرنشات" صرف وينتظرون تحرك المدينة والمحافظة لدخول الصرف الصحي بقريتهم، وذلك بعد الإنتهاء من مد خط مياه من محطة الشيخ مسكين لتغذية قرى توماس وعافية وعمل الغرف الخاصة بالمحابس بدءاً من قرية الطوايع حتى نهاية عزبة الزيت والتي تجاوزت نسبة التنفيذ فيها 70% بتكلفة 21 مليون.
وعن المشاكل الآخري التي تعاني منها منطقة "نجع الطوايع" يقول الحاج بدري سيد أحمد، أن القرية تعاني أيضاً من تهالك عدد كبير من أعمدة الإنارة التي أكلها الصدأ ولم يتم تجديدها منذ عدة سنوات، وكذلك مسجد الإمام الحسين بالمنطقة الذي بني بأيادي الأهالي منذ 50 سنة وأثرت عليه كثيراً المياة الجوفية ويحتاج لدعم لتجديده خلال الفترة المقبلة، مشدداً علي أن القرية تعاني أيضاً من ضعف الخدمات الصحية فلا توجد بها وحدة صحية ولا تصلها القوافل الطبية، وكذلك لا يوجد مكتب للبريد لخدمة الموظفين والمزارعين وغيرهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة