دندراوى الهوارى

آلهة «فيس بوك وتويتر».. أعادوا ميتاً للحياة وعينوه وزيراً.. وأباحوا اغتصاب الكلاب!!

الأربعاء، 06 مارس 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأفكار الخزعبلاية، والمعلومات الهولامية، صارت مفرخة لكائنات مشوهة، ولدت من رحم العبث والجهل، وفوضى ادعاءات المعرفة دون حيثية، وفقدان استنارة العقل، وتحطيم كل أدوات المنطق..!!
 
وخطورة هذه الكائنات العبثية، أنها ملأت فراغ السوشيال ميديا، فيس بوك وتويتر ويوتيوب وإنستجرام، وبدأت تتقيأ مواد الكذب الكاوية، فائقة خطر «مية النار» على عقول البسطاء ومحدودى المعرفة، وكسالى البحث والتدقيق والتبيان من صدق ما يتردد، فسادت فوضى الكذب والشائعات والتشويه، وتراجعت قيم الصدق والحق..!!
 
وللأسف والأسى، أن السوشيال ميديا، صارت مدينة فوضوية، لا تحكمها قوانين سماوية، أو وضعية، وغابت عنها فضائل إعمال العقل، وتفعيل أدوات المنطق، وانعدم فيها الصدق، وصار الكذب والشك عناوين براقة، خاطفة للأبصار الزائغة، وتمكن فيها حاملو شهادات محو الأمية من مناطحة العلماء والمفكرين، وأصبح من لم يقرأ كتابًا فى حياته، صاحب حجة تفوق من كل حجج وبراهين من قرأ ألف كتاب..!!
 
وأمسكت الجماعات والتنظيمات والحركات الإرهابية، وعصابات السطو المسلح على عقول البسطاء، بمفاتيح المدينة الفوضوية، ونصبوا أنفسهم «آلهة» رسالتهم، العبث، والسفسطة، والقبح وكراهية الحياة، وصخب الفوضى والتخريب والتدمير، وتصدير القلق واليأس والإحباط..!!
 
واستطاع آلهة «السوشيال ميديا» خلال الساعات القليلة الماضية، تدشين معجزة إعادة شخص مات منذ أكثر من 10 سنوات، للحياة من جديد، وأسندوا إليه حقيبة وزارة النقل، وتعاطى معها قاطنو المدينة الفوضوية الكارثية، باعتباره حقيقة، لا تقبل الشك، ثم سرعان ما تبين كذب وخداع وضآلة عقول من صدق أن من يموت يعود للحياة بعد عقد من الزمن..!!
 
معجزة، إعادة الحياة لميت، على يد آلهة السوشيال ميديا، مجرد مثال صارخ، يؤكد، انتشار وباء الأمية والجهل، وتسليم العقول، للغير، دون التحقق والتأكد، وكأن ما يكتب من بوستات وتويتات، كلام مقدس، ومحصن من الباطل، وأن هناك مئات الأمثلة لأكاذيب تم الترويج لها، وتعاطى معها سكان العالم الافتراضى، باعتباره حقائق دامغة..!
 
منها مثال عبثى، يعد معجزة بكل المقاييس، من معجزات آلهة السوشيال ميديا، ففى نوفمبر 2016 انتشر فيديو لفتاة، تؤكد أن 3 شباب اغتصبوا «كلبة»، وانتشرت هذه الرواية المغلوطة والمقيتة والسمجة، حينذاك، انتشار النار فى الهشيم، وتعاطف المئات مع الكلبة التى انتهك شرفها، وطالبوا بالقصاص الذى يصل إلى حد «الرجم»، باعتبار الشباب «زناة».
 
والمصيبة أن سكان السوشيال ميديا صدقوا رواية الفتاة، دون تحقق، أو دون أن يطرحوا أسئلة من عينة: كيف عرفت الفتاة التى روجت قصة اغتصاب «الكلبة» أن الذى اغتصبها 3 شباب؟ وإذا افترضنا جدلًا أن الواقعة صحيحة فأين وقعت، هل فى الشارع، أم فى مكان مهجور، أم فى الزراعات على أطراف العاصمة؟ وهل اختطفوها تحت تهديد السلاح الأبيض فى «توك توك» أم على دراجة بخارية؟ وهل بيولوجيًا يستطيع بنى آدم اغتصاب «كلبة»، ضامنًا تفادى العض..؟ وهل الكلبة تحدثت للفتاة وأخبرتها عما حدث معها بأدق التفاصيل؟! وهل أرشدت عن الجناة المجرمين وأدلت بتفاصيل دقيقة عن أشكالهم ومواصفاتهم؟!
معجزتى، إعادة ميت للحياة بعد إقامة 10 سنوات فى القبور، ليحمل حقيبة وزارية، ثم قصة اغتصاب 3 شباب لكلبة،  تؤكد أن العبث وصل مداه على مواقع «السوشيال ميديا» «فيس بوك، وتويتر» وأعادتنا للوراء، وتحديدًا إلى عصر الجاهلية، الذى كان يسلم فيه الإنسان إرادته وعقله للخزعبلات والوهم، وأصبح أسير الخرافات، والتشكيك فى الحقائق، والخوف من الغول، والإيمان بوجود ديناصورات تعيش بين البشر بكل أمن وأمان.
 
كما أن «آلهة» السوشيال ميديا، تجبرت وصارت تهدد بضرب أمن واستقرار المجتمع، ونشر الارتباك الشديد بين الناس، وهى الحالة التى عاشها المجتمع اليونانى إبان عصر «السفسطة»، عندما سيطر مجموعة من الفلاسفة، يتمتعون بقدرات خطابية وثقافية مبهرة، واستغلوها فى الترويج لأفكارهم فى «الشك» فى كل شىء، والعمل على الشىء ونقيضه، وهو ما دفع المجتمع اليونانى إلى حالة الانهيار، فانقلبوا على السفسطائيين، وقتلوهم جميعًا.
 
وأخيرًا، نقولها وبأعلى صوت، أن آلهة السوشيال ميديا، جعلوا من القابض على وطنيته، كالقابض على جمر من النار، واعتبروا المساند والداعم لوطنه ومؤسساتها، مجرد متهم بـ«ازدراء الخونة»، و«مطبلاتى» و«عبيد البيادة» و«كلب السلطة»، فى الوقت الذى جعلوا من الخائن الداعى دائمًا لإثارة الفوضى والتخريب، والقتل والتدمير، ثائرا طاهرا ونقيا نقاء الثوب الأبيض من الدنس، وناشطا سياسيا لا يشق له غبار، وتلاحقه وسائل الإعلام المختلفة لاستضافته..!!
ولك الله يا مصر..!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة