خارطة الصراع فى الشرق الأوسط تتغير ببطء، وهذا التغيير ينعكس على دول المنطقة وشكل الصراع، التحولات فى سوريا وقبلها العراق فيما يتعلق بتنظيم داعش، وسحب القوات الأمريكية، تغير من طبيعة وشكل الحل السياسى المقبل.. وبالرغم مما يظهر من تراجع لداعش وهزائم تدفعه للانسحاب، يبقى التهديد قائمًا فى حال انتقال الإرهابيين إلى بلادهم أو تحركهم نحو دول أخرى.. ومع هذا يحذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، من أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال مرتعًا للتنظيمات الإرهابية، وهو ما ينعكس سلبًا على الوضع الأمنى فى روسيا.. وينطبق ما يقوله بوتين على باقى دول المنطقة. خاصة مع وجود تقارير تشير إلى أن عددًا من مقاتلى داعش اختفوا وغادروا سوريا إلى تركيا، لتكون محطة لتحركهم القادم.
يقول بوتين فى اجتماع لقيادة هيئة الأمن الفيدرالية الروسية: «الأوضاع فى الشرق الأوسط وبعض المناطق الأخرى لا تزال معقدة.. لا تزال هناك بؤر عنف وعدم استقرار، ما يشكل أرضية لنشاط التنظيمات الإرهابية». ويدعو إلى تطوير أساليب جديدة للتعامل مع هذه المخاطر وتكثيف الجهود الوقائية للكشف عن الإرهابيين وإغلاق قنوات تسليحهم وتمويلهم.
يأتى هذا فيما كشف تقرير لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، الأسبوع الماضى، عن تسلم العراق 20 عنصرًا من تنظيم «داعش»، منهم 14 فرنسيًا من قبل قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، وحسب الصحيفة فقد جاء نقل المعتقلين فى الوقت الذى يمارس فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمقاتلون الأكراد الضغط على العواصم الأوروبية لإعادة مواطنيهم المحتجزين خلال حملة «داعش» ضد سوريا. بينما ترى العراق أنها يمكن أن تتعامل مع الدواعش من مواطنيها، ماتزال دول أوروبا تتردد فى استقبال مواطنيها من أعضاء داعش، واتخذت بعض الدول مثل بريطانيا والولايات المتحدة قرارا بإسقاط الجنسية عن مواطنيها من حاملى الجنسيات المزدوجة، وترفض فرنسا وألمانيا السماح بعودة دواعش أوروبيين.
وبالرغم من اختلاف البيانات الخاصة بداعش، وأعداد دواعش أوروبا إلا أن أكثر الأرقام تدور حول 4 آلاف فأكثر من دول أوروبا، يمثلون أزمة عالقة، فى ظل رفض بلادهم استعادتهم. ومعارضة حتى محاكمتهم فى بلادهم. وهو ما يثير مخاوف متعددة من أن يتسرب هؤلاء الإرهابيون إلى دول عربية إو ينتقلون إلى ليبيا أو العراق أو دول الخليج. مما يجعلهم قنابل خطرة وتهديدا إرهابيا.
ومما يضاعف من خطر هؤلاء الإرهابيين التحركات التى يتخذها الجيش الليبى، لفرض سيطرته ومطاردة فلول داعش، مما يضاعف من احتمالات تفرقهم إلى جهات ودول مختلفة، خاصة المناطق التى تواجه ضعفًا فى السلطة المركزية. وتواجه الدول التى دعمت داعش مأزقًا مزدوجًا مع هزيمة التنظيم، حيث يسعى قياديو داعش للبحث عن ملاذات آمنة بمساعدة الدول والأطراف التى دعمت وجودهم وساعدتهم. خاصة مع انتشار تقارير وصور تكشف تحركات الدواعش نحو تركيا. وإشارات الرئيس الروسى إلى أطراف ماتزال تمول الإرهاب. وأن التهديد يطال الشرق الأوسط كله.