أكدت الكاتبة الكبيرة سلوى بكر، أنها كتبت عن الحملة المصرية على المكسيك فى رواية "كوكو سودان كباشى"، وذلك قبل أن يكتب عنها الكاتب محمد المنسى قنديل فى رواية "كتيبة سوداء".
جاء ذلك خلال كلمة الكاتبة الكبيرة سلوى بكر، مساء أمس الخميس، ضمن الجلسة الثانية التى عقدت ضمن فعاليات ملتقى تونس للرواية العربية فى دورته الثانية، والتى تعقد تحت شعار "قضايا البشرة السوداء.. تسريد العبودية وتسريد العنصرية ومقاربات التحرر"، والذى ينظمه بيت الرواية، فى تونس.
وأشارت سلوى بكر إلى أن رواية "كوكو سودان كباشى" صدرت لأول مرة، فى عام 2004، عن دار ميريت للنشر، بينما صدرت رواية "كتيبة سوداء" للكاتب محمد المنسى قنديل، فى عام 2015، وهو ما يعنى أن هناك 11 عاما، فارق زمنى بين الروايتين.
وقالت سلوى بكر، لا أعرف لماذا يندهش الناقد نبيل سليمان، من وجود روايتين تتناولان ذات الموضوع، ولكن من زوايا مختلفة.
وأشارت سلوى بكر إلى أن هناك مفارقات كبيرة جدا حدثت عندما قام محمد على الكبير بإنشاء نظام التعليم الإلزامى فى مصر، بديلا عن التعليم الأزهرى، وبدأ فى إدخال التعليم بالنسبة إلى الفتيات، لافتة إلى أن أغلب الأسر المصرية، فى ذلك الوقت، رفضت الأسر أن تدفع بالفتيات إلى المدارس، فقام باستخدام العبيد، وتحديدا الجاريات السودانيات، ليكن بذلك الجيل الأول الذى تعلم فى مدارس محمد على الكبير.
وأشارت سلوى بكر إلى أن محمد على الكبير عندما أنشأ المستشفيات كانت الممرضات والحكيمات هن اللواتى عملن فى هذه المهنة، لأن الأسر المصرية كانت ترفض أيضا مزاولة الفتيات لهذه المهنة.
وأضاف سلوى بكر أنه فى زمن الحرب المكسيكية تم اصطياد عدد من العبيد من منطقة جبال النوبة، فى جنوب السودان، وتم الدفع بهم بعد تحويلهم إلى جنود للسفر عبر البحر إلى المحيط الأطلنطى، للحرب فى المكسيك، لافتة إلى أن جزءا كبيرا ممن شاركوا فى الحرب، رفضوا العودة بعد الحرب، وعاشوا هناك.
وذكرت سلوى بكر، أنه أثناء عملها على رواية "كوكو سودان كباش" التقت بالسفير المكسيكى فى القاهرة، وحدثها عن وجود قرية هناك، تسمى باسم "قرية المصريين"، وهو أمر غير صحيح، إذ ثبت أنها قرية السودانيين.
وأكدت سلوى بكرأن هذه الحملة تشكل حلقة من حلقات العبودية فى العالم، وأن الوقائع والملابسات المتعلقة بها تؤكد ذلك لأنه فى ذلك الوقت كان الرق قد تم تجريمه فى الولايات المتحدة الأمريكية، واحتجت أمريكا لدى الباب العالى العثمانى وبورود المزيد من هؤلاء السودانيين، وبالطبع فقد كانت الولايات المتحدة حينذاك تقف ضد فرنسا، فى هذه الحرب.
كما رأت سلوى بكر، أن إعادة طرح أسئلة التاريخ عبر الرواية، هى أحد مهمات الرواية المعاصرة، والآن، ونحن بحاجة إلى هذا، وربما هذا ما يفسر الإقبال على الموضوع التاريخى فى كتابة الرواية العربية المعاصرة، فنحن بحاجة ليس إلى إيجاد إجابات جديدة، بقدر ما نحن بحاجة إلى نجدد هذه الأسئلة، لأنها لم تعد ملائمة للسياق المعاصر، وإجابتها القديمة، وإنما هى أكبر معوق لحياتنا اليوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة