م. عامر بن عيد أحمد يكتب: الوجهُ الآخرُ لِزهرةِ التوليب

الجمعة، 08 مارس 2019 09:00 م
م. عامر بن عيد أحمد يكتب: الوجهُ الآخرُ لِزهرةِ التوليب زهرة التوليب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الزهورُ عالمٌ مليءٌ بالجمالِ والروعةِ، بينَ غصونه وحَناياه تجدُ الحبَ والحنانَ واللوعة. 
 
هذه زهرةٌ جميلة متسلقة، وتلك قائمة بذاتها؛ وكِلتاهما مـن الماء تنــهلُ جُرعةٍ إثر جرعة. هكذا أخبرتنى عَينـــايَ، وأرسل الــقلب إشارتهُ، والقلب إن رأى وأحس لم ينصف فى الوصف، فدقة ودقــة، فهو لا يلام مـــرات مادام استشف الرقــــة، لم تكن كَبقية الزهــــــور فى جَمالـها ورِقتهــا.
 
كانت من بينهما زهرة مميزة، ذات ســاق طويـــل غض، قل قوام أنثى، تحمل فى نهايتها الجمال كله، وإن قُلت عُيوناً ناطقة فما كذبتْ. تلك عيون قتلتنا فى سبيل جمالها، ففى بِتلاتها تحمل جُلّ الصور. 
 
قد يراها الآخرون لأول وهلة زهرة بلاستيكية، لا يصدقون ما يرونهُ، لهم العذر! ما عرفوها حق المعرفة، وما لمسوا جمالها ورقتها، إذ يسكنها الإحساس الطيب والأنوثة الخجلة الحيية، إنها تبحث عن حياة تنمو فيها وتتفتـــح، فإن حياتــها تختلف أيضاً عن الأخـــــريات؛ لها حياة مزدوجة: حيــــاة التفتح، التى تعتمد على المــكان الموجودة به، من تفتح وازدهار بألوانها الجــــذابة النضـــرة، إنها تفضل جوًا معتدلاً رُومانسياً، فهبوا لها جمالها. وحياة أخـــرى تَنتظِرُها لتصــير أماً؛ حيث تُكون أبصالها فى حب وشغف رؤيتـــها؛ فالحياة الثانية لا شك تعتمد على الأولى. 
 
إنها فى عينِ الشاعر تحظى بهالة رومانسية شديدة لمـــا تتمتع به من أناقة وجــمــال؛ فى شوق شغف رؤيتها، إنها تخفى أساها عن عيون الناس، فقط تظهر جمالها وتمضى، فهى لا تنافس بَقية الأزهار، إنها واثقة، ومن ثقتها صارت مؤمنة، هكذا اشتق اسمُها.
 
يا الله، فأكرم خلقاً وجمالاً بشبيه الزهر!
فهناك أناس مثل الزهر، وهنا الزهر شبيهه!
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة