مر عام كامل على الحرب التجارية الأمريكية الصينية التي اندلعت في مارس الماضى، حيث بدأت الحرب بقيام الدولتين بفرض رسوم جمركية وحواجز تجارية على بعضها البعض.
وبدأت فكرة الحرب التجارية تظهر مع قيام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على عدد من ورادات الصين لأمريكا، وبعدها قال فى أحد تغريداته على موقع تويتر إنه مستعد للحرب التجارية وأنها أمر جيد فى وجهة نظره.
وحققت بكين الفترة الأخيرة عدة انتصارات في المفاوضات القائمة بين البلدين، خلال اللقاءات التي جمعت الطرفين في واشنطن وبكين، ولكن على أرض الواقع ما زال الوضع ملتهب بين الطرفين، مع تمسك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض الإجراءات الحمائية على الواردات الصينية للأسواق الأمريكية.
ولم تكتف الولايات المتحدة فقط بفرض ضرائب على الواردات الصينية، ولكن أيضا بدأت في منع عدد من الشركات الدخول إلى السوق الأمريكية، وكانت من ضمن هذه الشركات شركة "هواوى" الصينية التي أصبحت تنافس شركة "أبل" الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وخلال هذا العام عانت كل من الدولتين من الضربات المالية التى كلفتهم مليارات الدولارات فى قطاعات الزراعة والتكنولوجيا والسيارات.. وبحسب ما أفادت وكالة رويترز، فإن والى تاينز، الخبير فى الاقتصاد الزراعى فى جامعة بوردو، يقول إن المبارزة على التفوق الاقتصادى بين واشنطن وبكين قد كلفت كل دولة حوالى 2.9 مليار دولار فى العام.
وأشارت التقارير إلى أن هذا المبلغ الكبير يعتمد فقط على التعريفة الجمركية التى فرضتها الصين على فول الصويا والذرة والقمح والذرة الرفيعة. فقد اشترت الصين فول صويا بقيمة 12 مليار دولار العام الماضى. لكن منذ يوليو عندما فرضت الولايات المتحدة التعريفة على عدد من البضائع الصينية، ردت الصين بتعرفة بنسبة 25% على فول الصويا المزروع فى أمريكا.
وفى السياق نفسه، أكد وانج يي وزير الخارجية الصيني، أن الصين تدعم الشركات والأفراد المعنية لاستخدام سلاح القانون للدفاع عن حقوقهم وعدم التصرف كـ "الحملان الصامتة". وأن الحق سيحكم والعدالة لا تُهزم. وما تحميه الصين اليوم ليس الحقوق والمصالح لشركة معينة فحسب، بل الحق المشروع الذي تملكه الدول والأمم في التنمية، وكذلك الحق الطبيعي لجميع الدول الراغبة في تعزيز تنميتها في مجل العلوم والتكنولوجيا.
وقال وانغ يي وزير الخارجية الصيني في المؤتمر الصحفي المنعقد على هامش "الدورتين" ببكين، إن الإجراءات الأخيرة ضد الشركة الصينية المعنية والأفراد المعنية ليست قضية قضائية بحتة على الإطلاق، بل مضايقة سياسية متعمدة.
وأضاف وزير الخارجية الصينى، أننا ما زلنا ننظر إلى مستقبل العلاقات الصينية الأمريكية بتوقعات ايجابية، ونعتقد أن البلدين لم ولن يتجهان إلى المواجهة، وإحياء عقلية الحرب الباردة أمر يعاكس تيار العصر ولا يحظى بدعم الناس.
ودعا البعض إلى "فك الارتباط" بين الصين والولايات المتحدة، ولا شك أن ذلك أمر غير واقعي، لأن "فك الارتباط" مع الصين يعني "فك الارتباط" مع الفرص ومع المستقبل، وإلى حد ما "فك الارتباط" مع العالم.
وأعلنت شركة هواوى الصينية، أنها رفعت دعوى ضد الولايات المتحدة لمنعها الوكالات الفيدرالية الأمريكية من شراء منتجاتها وخدماتها، بهذه الخطوة تفتح مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة جبهة قضائية ضد اتهام واشنطن لها بالتجسس.
وقال جوو بينج، أحد الرؤساء الدوريين للمجموعة، فى بيان، أوردته قناة "سكاى نيوز" الفضائية أمس الأول الخميس، إن "الكونجرس الأمريكى فشل مرة تلو الأخرى فى تقديم أدنى دليل يبرر القيود التى فرضها على منتجات هواوي".
ومن هنا نجد أن الشعب الصينى أصبح الآن رافض تماما للحكومة الأمريكية والمنتجات الأمريكية، وللضغوط التي ترفضها الحكومة الأمريكية على الشعب الصينى، وبدأ الشعب من تلقاء نفسه الوقوف بجانب بلاده من دعم وشراء هواتف هواوى واستبدال الهواتف الأمريكية بالهواتف الصينية الأخرى التي تتمتع بتكنولوجيا عالية، خاصة بعد إعلان شركة هواوى عن دعم هواتفها بخدمات الجيل الخامس 5G.
وعلى المستوى الشعبي، قال تشين يونج الشهير باسم "كريم"، نائب رئيس رابطة التبادل العربي الصيني، إن ما يحدث من قبل الحكومة الأمريكية تجاه الشعب والحكومة الصينية هو تعنت مباشر، وأن الولايات المتحدة تريد إلحاق الضرر بالصين، مؤكدا أن الصين تعتمد على سياسة الحوار، لأنها لا تريد أن تنشغل بما يعيق استمرارها في التقدم والنمو.
وأضاف نائب رئيس رابطة التبادل العربى الصينى، في تصريحات خاصة لــ"اليوم السابع"، أن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة الكندية القبض عل مينج وان تشو، المديرة المالية لهواوى خلال تواجدها في كندا، متهما الشركة بالتجسس وخرق العقوبات على إيران، مؤكدا ان الشركات الصينية التكنولوجية صرح تكنولوجى كبيرة استفادت منه دول كثيرة على مستوى العالم وخاصة العالم العربى.
وأشار تشين يونج، إلى أن جموع الشعب الصينى يقف بجوار بلادها في حربها ضد التعنت الأمريكي، مؤكدا أن الحكومة الصينية والشعب الصينى هدفهم فقط خدمة البشرية، وليس الاستيلاء أو السيطرة على العالم، مضيفا أن الشركة الصينية تدعم جميع الدول العربية مشيدا بدورها في ليبيا وسوريا رغم الحروب التي تشاهده في المنطقة، وأن الشركة والحكومة الصينية مهتمة بالتطوير في الشرق الأوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة