أحمد إبراهيم الشريف

كتاب best seller لسامح فايز.. دعوة للتفاؤل

الإثنين، 01 أبريل 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أول الذى تفكر فيه وأنت تقرأ كتاب best seller .. حكايات عن القراءة، للكاتب سامح فايز، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، أنه كتاب «فرض» بمعنى أن وجوده «ضرورة»، حتى إنك تسأل نفسك كيف لم يفكر أحد من قبل فى تتبع هذه الظواهر التى شغلتنا طوال الوقت، وناقشناها على المقاهى وفى الندوات، قلنا رأينا الشخصى ومضينا، لكن أحدنا لم يتفرغ بشكل حقيقى ليناقش الفكرة «علميا» مثلما فعل سامح فايز. 
 
 نعم استطاع سامح فايز فى كتابه أن يضع الفكرة فى إطار علمى، لقد ساق العديد من الأرقام والتواريخ الكاشفة، وقبل ذلك وضع حدًا للبداية، لقد قال لنا إن عام 2011 هو بداية الثورة على كل شىء، لقد تصاعدت الأحداث بقوة، وصارت هناك دولتان لكل منهما شعبها بسماته وخصوصيته.
 
وضع سامح فايز الأفكار فى إطار المناقشة، وقدم نظرة كلية لكل الأطراف المشاركة فى هذه العملية الصعبة المسماة صناعة النشر فى مصر، لدينا أطراف مهمة هى الكاتب، ودار النشر والقارئ، والكتاب حاول أن يجيب عن سؤال: ما الذى حدث حتى صرنا محاطين بمصطلح خطير اسمه «بيست سيلر»؟ ليس ذلك فحسب، بل هناك أطراف أخرى رئيسية تتبعها سامح فايز منها فكرة كتاب الجيب الذى كان فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى مجرد مادة معينة لعمر معين، لكنه مع الانفجار الكتابى الأخير تحول قراؤه، الذين لم يقرأوا سواه، إلى كتّاب روايات، وصاروا هم المسيطرون على الساحة الأدبية.
 
الكتاب وثيقة، تتبع فيه سامح فايز بقراءة ثقافية محتشدة بصوته الخاص المحايد، صوت الباحث، وبعدد من أصوات الآخرين بوصفها شهادات على فترة عمرية تقارب العشر سنوات فى عمر الروايات ودور النشر الجديدة، وقوائم الأكثر مبيعا، والكتب المزورة، والأدب الدينى، وأدب الرعب، وروايات الخيال العلمى، وظاهرة إبداع المنتقبات والدعاة الجدد، مرورا على الناقد الرقمى الذى استغنى عن «الرسمى» ووضعه فى الظل، كذلك السرقات الأدبية وقوانين الملكية الفكرية وضعفها، وغير ذلك انتهاء بثلاث حوارات مع آباء للكتابة الحديثة.
 
من زاوية أخرى فإن الحديث عن دولتين فى الكتابة حديث مثير «دولة شرعية يعرفها النقاد، ودولة أخرى لا يعرفها النقاد» لقد فاجأنى ذلك العالم الذى وصفه سامح «دولة كتاب الظل» والذى استدعى بعض رجاله للحديث، ولتقديم أنفسهم، فى الحقيقة لم أكن أعرف منهم سوى اسم أو اثنين، وأتفق مع تقسيم سامح للعالم الكتابى بهذا الشكل، وإن كنت قبل قراءة الكتاب أرفض ذلك، أتفق مع سامح لأن الفروق التى رصدها وطريقة التفكير التى وضحها لكل منهما حتما سوف تصنع هذه الثنائية. 
 
بالمجمل لقد منحنى كتاب best seller قدرا من التفاؤل، الأرقام التى رصدها سامح فايز عن القراءة مبشرة، وعن الكتاب مشجعة، لقد أثبت لى بشكل علمى أن هناك دولة للقراءة، وهذا هو المطلوب وأن هناك أجيالا تملك قدرة التعبير عن ذاتها وهذا هو المأمول.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة