ما حكم الحلف بالقرآن وهل ينعقد يمينُ الحالفِ بالقرآن؟، سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، وجاء رد المركز كالآتى:
الحلف بالقرآن الكريم يمينٌ منعقدة؛ لأن القرآن كلام الله تعالى، والكلام صفة الله تعالى فيجوز الحلف به؛ فكما يجوز الحلف بالذات يجوز الحلف بالصفات، وقد ورد في الحديث الذي أخرجه الإمام الترمذي وغيره أن جبريل عليه السلام أقسم بعزة الله تعالى، وعزة الله صفةٌ من صفاتِه؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَمَّا خَلَقَ الله الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ فَقَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا.
قَالَ: "فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ الله لِأَهْلِهَا فِيهَا.
قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ: فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا.
فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ؛ فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا.
قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ.
فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ.
قَالَ: اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا.
فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا.
فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ.
فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا. فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا".
وعليه؛ فيجوز الحلف بالله تعالى أو بصفة من صفاته، والقرآن كلام الله تعالى، وكلامه صفةٌ من صفاته، فيجوز الحلِفُ به، واليمين به منعقدةٌ، يلزمُ صاحبَها الوفاءُ بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة