يستعد البرلمان اليمنى لعقد الدورة غير الاعتيادية لمجلس النواب، السبت المقبل، بمدينة سيئون فى محافظة "حضرموت" بدعوة من الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، وذلك بعد انقطاع دام لسنوات نظرًا لاختطاف المليشيات لعدد من أعضاء مجلسن النواب ووضعهم تحت الإقامة الجبرية وانتهاك للحصانة الدبلوماسية.
عودة البرلمان تقطع على الحوثيين محاولات سيطرتهم على السلطة التشريعية في اليمن، بعد أن حددت مليشيات الحوثي الانقلابية موعداً بإجراء انتخابات تكميلية لمقاعد البرلمان للنواب المتوفين في المحافظات الخاضعة تحت سيطرتهم.
تعقد جلسات البرلمان لمدة أسبوع يقر من خلالها عدة قرارات منها التصويت على الحكومة وإقرار الموازنة المالية.
الرئيس عبد ربه
ومن جانبه أكد السفير اليمنى بالقاهرة الدكتور محمد مارم لليوم السابع، أن عودة البرلمان تمثل إنجازاً كبيرا وتحولاً للشرعية مما سيلقي بظلاله على الوضع في الوطن ، وستستنهض كافة مؤسسات الدولة وتحدث نقلة فى المشهد اليمنى، مهنئا كافة أبناء الشعب اليمنى والقيادات السياسية اليمينة والرئيس عبد ربه منصور هادى نجاحهم فى عقد اولى جلسات البرلمان اليمنى برئاسة الشيخ سلطان البركانى ومحمد الشدادى ، وجميع الكتل البرلمانية التى يأمل الشعب اليمنى من خلالهم قيام البرلمان بمسئولياته فى استنهاض كافة مؤسسات الدولة أمام العالم أجمع.
الدكتور محمد مارم سفير اليمن بمصر
وأضاف أن البرلمان الموالي للشرعية لديه نصاب قانوني بتوفر 134 نائباً سيحضرون الجلسة غير الاعتيادية، والتي يجب عليها أن تختار هيئة رئاسية للبرلمان بعد تعذر خروج رئيس مجلس النواب يحيى الراعي من صنعاء بعد أن فرضت مليشيات الحوثي الإقامة الجبرية عليه.
خبراء: استكمالا لحضور السلطة الشرعية
ومن جانبه أكد محمد المقرمى الخبير السياسى ورئيس مركز الدراسات والإعلام الإنساني بالرياض، أن انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب (السلطة التشريعية) في المناطق المحررة استكمالا لحضور السلطة الشرعية بكل أركانها التنفيذية والتشريعية والقضائية وتأتي أهمية السلطة التشريعية في سن القوانين ومناقشات الموازنات العامة وإقرار السياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والحساب الختامي، كما يمارس البرلمان الرقابة على أعمال الهيئة التنفيذية على الوجه المبين فـي الدستور اليمني.
محمد المقرمى
وأضاف أن انعقاد مجلس النواب يأتى بعد سنوات من الغياب ، حيث بدأت المليشيات فور سقوط العاصمة صنعاء بيدهم باقتحام مجلس النواب محاولة استغلال هذه السلطة الهامة لتمرير سياساتهم الاستبدادية، ولا تزال الانتهاكات مستمرة حيث قامت المليشيات باقتحام منازل مجموعة من أعضاء مجلس النواب في صنعاء وإخافة النساء والأطفال من ساكني المنازل وإخراجهم بالقوة ونهب محتوياتهم دون اعتبار لحرمة المنازل وساكنيها، جاء هذا بعد عزم الأعضاء عقد البرلمان في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت مطلع الأسبوع القادم في محاولة بائسة لاثنائهم عن هذه الخطوة في المرحلة الهامة التي تمر بها البلد.
البرلمان يعقد جلسته
ويأتي انعقاد البرلمان خطوة هامة لإسقاط كل مشاريع المليشيات التي تحاول استغلال غياب هذه السلطة وتحاول تمرير مشاريعها الانقلابية التي تتعارض مع الدستور اليمني.
استعدادات للانعقاد
تجرى الاستعدادات على قدم وساق لتأمين مقر انعقاد البرلمان المقرر له السبت المقبل فى حضرموت، حيث أكد المحافظ قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج البحسني، اكتمال جاهزية العديد من مراكز الأمن وإداراته المختلفة في مديريات الوادي.
وتم التنسيق مع اليوم قيادة المنطقة العسكرية الأولى بسيئون للاطلاع على مستوى الجاهزية لتأمين انعقاد دورة مجلس النواب، والتقى مع قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن صالح طيمس ورئيس أركان المنطقة العميد ركن يحي ابوعوجاء وضباط وصف وجنود المنطقة، وشدد على مزيد من اليقظة والاستعداد الأمثل لاحتضان مدينة سيئون انعقاد دورة مجلس النواب.
وقال :"تقع عليكم مع رجال الامن مسؤولية التأمين الكامل لجلسة مجلس النواب ومطلوب منكم اليقظة والاستنفار ورفع الجاهزية والمقاتلين في الميدان هم صمام امان لتأمين هذا الحدث وانجازه مع ضمان سير الحياة بانسيابية".
كما تابع المحافظ مستوى جاهزيتها الادارة العامة للأمن والشرطة بمدينة سيئون وخطتها لتأمين انعقاد دورة مجلس النوا، ووجه برفع درجة الجاهزية لإنجاح تأمين الحدث الهام.
الحوثى يقتحم منازل البرلمانيين
ومن جانب آخر تسعى ميليشيات الحوثى لتعطيل انعقاد البرلمان فأقدمت جماعة الحوثي بصنعاء على اقتحام منازل البرلمانيين بصنعاء و سلطان البركانى المرشح لرئاسة مجلس النواب.
سلطان البركانى
وقد أدانت الكتل البرلمانية ممثلة فى "كتلة التجمع اليمني للإصلاح، كتلة الحزب الاشتراكي اليمني، كتلة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، كتلة التضامن الوطني، كتلة الأحرار وكتلة المستقلين" انتهاكات الحوثى للمؤسسة التشريعية باليمن وأعضاء مجلس النواب بدءا باقتحام مقر المجلس بصنعاء والسيطرة عليه وصولا إلى اعتقال ومطاردة بعض أعضائه واقتحام منازلهم وفرض الإقامة الجبرية على البعض الآخر والتعامل معهم كرهائن وانتهاك الحصانة البرلمانية للنواب وتفجير منازل عدد من منهم، ضاربة عرض الحائط بكل القيم والقوانين والأعراف المحلية والدولية، بحسب "سبأ".
وقال بيان للكتل البرلمانية "لقد زادت وتيرة هذه الجرائم بعد دعوة رئيس الجمهورية لمجلس النواب للانعقاد بمحافظة حضرموت خلال الأيام القادمة، حيث كان اخر تلك الانتهاكات ما أقدمت عليه ميليشيات الحوثي الإرهابية يوم أمس من اقتحام منازل مجموعة من أعضاء مجلس النواب بالعاصمة صنعاء وهم سلطان البركاني، ربيش علي وهبان العليي، سلطان العتواني، صخر الوجيه، وإخافة النساء والأطفال من ساكني المنزل وإخراجهم منها بالقوة ونهب محتوياتها دون اعتبار لحرمة المنازل وساكنيها.
وأشارت الى مصادرة الميليشيا في وقت سابق لمنازل وممتلكات النائب فتحي توفيق عبدالرحيم، كما وجهت تلك المليشيات الإرهابية تهديدات لعدد آخر من أعضاء مجلس النواب باقتحام منازلهم ونهب محتوياتها بهدف اثناءهم عن القيام بواجباتهم الدستورية والقانونية واستئناف عقد جلسات المجلس الذي تم تعطيله قسرا من قبل مليشيات الحوثي طوال السنوات الأربع الماضية.
كما طالبت الكتل البرلمانية الاتحاد البرلماني الدولي وكافة البرلمانات الشقيقة والصديقة إلى إدانة تلك الانتهاكات ودعم الشرعية اليمنية ومؤسساتها.
وقالت مصادر يمنية، إن مسلحين من جماعة الحوثي هاجموا المنزل، وبحوزتهم عدد كبير من الآليات العسكرية، ونهبوا المنزل ونصبوا صواريخ بداخله.
كما أقدم مسلحو الحوثي، حوالي ثلاثة أطقم عسكرية، على محاصرة منزل النائب البرلماني في صنعاء، سلطان العتواني، فى صنعاء، وكانت ابنته "سُمية" تتواجد بالداخل، وقرر المسلحون إخلاء المنزل بالقوة.
ويأتي اقتحام منزل البركاني ومحاصرة منزل العتواني، بعد يوم واحد من التوافق على تنصيب البركاني القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام رئيساً للبرلمان اليمني، إضافة إلى ثلاث شخصيات ستتولى منصب نائب ثانٍ لرئيس البرلمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة