منطقة البحر الأحمر حباها الله بثروات طبيعية لا حصر لها، شعاب مرجانية وحياة برية نادرة الوجود، مناطق للسباحة والغوص ذات شهرة عالمية ومحميات طبيعية يحج لها السياح من أقصى الكرة الأرضية، يقطعون الأميال والساعات للاستمتاع بتلك المميزات الفريدة.
تلك الكنوز الطبيعية تحتاج إلى رعاية وحماية لتظل على مر السنين محتفظة برونقها وحيويتها، وتضع البحر الأحمر فى مصاف المقاصد السياحية العالمية، وهو ما بدأت تنتبه له وزارة السياحة من خلال تطبيق مفاهيم السياحة المستدامة على المقاصد المصرية.
وفى الوقت الذى يشهد فيه البحر الأحمر بمنتجعاته فى الغردقة ومرسى علم وسفاجا انتعاشا سياحيا غير معتاد منذ سنوات، وسط إقبال كبير من الجنسيات الألمانية وأوكرانيا والإنجليز، اتخذت محافظة الأحمر قرارا أحدث دويا عالميا فى القطاعات السياحة، للترويج لمصر كمقصد سياحى يحافظ على البيئة.
القرار هو الإعلان عن مبادرة "لا للبلاستيك" التى أطلقها محافظ البحر الأحمر اللواء أحمد عبد الله، وسيتم تطبيقها بداية من يونيو المقبل، وسيتعين على الشركات والأفراد التحول إلى المنتجات الورقية والتغليف القابل لإعادة الاستخدام في المستقبل، بهدف حماية الحياة البرية والبحرية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض والتي تأثرت بشدة من البلاستيك سواء عن طريق الابتلاع أو الاختناق أو الغرق أو التسمم من البقايا البلاستيكية مما يؤثر بالتبعية على صحة الإنسان.
يأتى هذا فى إطار توجه المحافظة للاعتماد على الطاقة النظيفة والتي تعتمد على توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، للحفاظ على البيئة ومنع الانبعاثات، وقال المحافظ إن كافة الإجراءات التى اتخذتها المحافظة تهدف إلى الحفاظ على البيئة، وتهيئة مناخ جيد للسياح للاستمتاع بإجازتهم فى جو صحي بدون أي ملوثات .
قرار محافظة البحر الأحمر الذى تزامن مع ترويج وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط لمصر كمقصد سياحى مستدام يحافظ على البيئة فى المحافل الدولية، لقى صداه فى وسائل الإعلام العالمية وخاصة الألمانية، حيث يمثل السوق الألمانى صدارة الأسواق المصدرة للسياحة فى مصر.
وقال الدكتور سعيد البطوطى عضو لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا والمستشار الاقتصادي بمنظمة السياحة العالمية، لليوم السابع أن القرار جيد جدا وشهد إشادة قوية من الصحف الألمانية، لافتا إلى أن الصورة التي عن الغردقة هنا في ألمانيا ومنذ سنوات طويلة أنها مليئة بالأكياس البلاستيك التي تملأ الشوارع وحتى على أسوار السلك الشائك المحيطة بالمطار، لذلك فقرار المحافظ سيغير تلك الصورة لافتا إلى أن فى أوروبا عموما أي شيئ يتعلق بالبيئة وحمايتها من التلوث يلقى دعم كبير.
الدكتور سعيد البطوطى
وقال موقع "شبيجل أون لاين" الألمانى فى تقرير عن القرار أن مصر تريد كبح جماح النفايات البلاستيكية في المناطق السياحية على البحر الأحمر، لافتا إلى أن قرار الحظر يشمل الأواني الفخارية وأدوات المائدة غير الصحية في الغردقة، وأشار التقرير إلى أن فكرة فرض حظر على البلاستيك فى البحر الأحمر ليست جديدة بل نوقشت قبل العام 2011، إلا أن الأحداث السياسية أوقفت اتخاذ إجراءات بشأنها.
وأشار الموقع إلى أن معظم السياحة تأتى في الغردقة والمناطق المحيطة بها على طول الساحل ، حيث الشهدت المنتجعات تطورا كبيرا فى سفاجا والقصير ومرسى علم، وتحظى الشعاب المرجانية المذهلة وحياتها البرية بشعبية لدى الغواصين.
وأشار الموقع إلى أن القرار يضم مصر إلى قائمة بلدان العالم التى تحارب البلاستيك المتناثر في البحار، ففى الاتحاد الأوروبي ، تم فرض حظر على المنتجات البلاستيكية التى يتم التخلص منها وسحبها واستخدام بدائل صديقة للبيئة بحلول عام 2021 على أبعد تقدير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة