استكمالاً للحديث الغير منقطع عن مسألة النظافة، التى لابد وأن نتحد معاً جميعاً كمصريين لتطبيقها وتفعيل العمل بها طواعية وكرهاً إن استلزم الأمر.
وكما ذكرت من قبل فى مقالات سابقة عن بعض التجارب الناجحة لعدة دول فى مسألة النظافة، وضرورة استخدام كافة وسائل التحفيز والتشجيع أحياناً، وكذلك الغرامة المادية القاسية، والعقاب الفورى القاطع أحياناً أخرى لتحقيق الهدف، ذلك إلى جانب التوعية المستمرة عن طريق كافة المنابر الإعلامية والدينية والتعليمية، كما علينا أن نلتفت إلى أهمية التكرار والإلحاح والتذكرة .
وفى هذا الشأن هناك عدة أسئلة ذات إجابات محبِطة على سبيل المثال :
*هل ما زالت هناك مسابقات بالمدارس لأجمل وأكثر الفصول نظافة بمجهودات الطلاب الذاتية المتواضعة؟ للأسف لم يعد.
*هل يكلف السادة رؤساء الأحياء خاطرهم بالنزول فى جولات دورية فى كل شارع رئيسى أو فرعى لتفقد حالة النظافة وتفعيل الغرامة التى لم يتم تفعيلها بعد؟ لا تعليق .
*هل يوبخ الأب أبنائه أو الأم أبنائها عندما يرونهم يلقون بأى قمامة فى الطريق العام ليكون هناك حدوداً واضحة فاصلة بين الخطأ والصواب والذى لابد من ترسيخه فى كثير من الأحيان بالعقاب ؟ غالباً ما لا يحدث
"فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص "
فهل تتصورن معى أن أجيالاً بعينها لا تعرف أولى أبجديات التربية التى تعلمناها بالبيوت والمدارس وحثت عليها الديانات السماوية وغير السماوية مثل النظافة.
ألم تقتحم أبصارنا منذ الصغر كل يوم في كل مكان اللافته المكتوب عليها (النظافة من الإيمان) ؟
ألم نتعلم أنه لا يجب أن نلقى القمامة بالشوارع والأماكن العامة ونحافظ على نظافتها، ونقوم أيضاً بتنظيفها إن كانت المدرسة أو الفصل أو المنزل !
للأسف الشديد أعزائى فقد انشغلت الأسرة المصرية جداً لدرجة أنهالم تعد تجد الوقت الكافى لتعلم تلك العادات والقيم والسلوكيات التى تربت عليها لأبنائها منذ الصغر !
فقد صدمتني مشاهد لم أكن أراها قبل تلك السنوات الثقال لأسر تبدو محترمة بداخل سياراتها الفارهة، ثم فجأة وفى الطريق العام إذ بأحدهم يفتح النافذة ليلقى بكيس ممتلئ بالقمامة وقشور الفاكهة و غيرها دون أى شعور بالذنب أو الخجل !
حتى أننى فى إحدى المراتلم أتمالك أعصابى من هول المنظر، وسارعت لألحق بهذه السيارة لربما أُثني هؤلاء عن ارتكاب تلك الجرائم من وجهة نظرى، وبالفعل اقتربت وناديت علي من بالداخل أنه لا داعى لهذا التصرف ومددت يدى بأحد الأكياس الفارغة من سيارتى لهم كى يستعملونه كبديل للرمى السريع، فكانت المفاجأة أن قاموا هم بتوبيخى والتطاول على بالنظرات والألفاظ التى هي لغة العصر كجزاء فورى لرغبتى فى إزاحة الأذى عن الطريق، هل هناك من ما زال يذكر أنه علينا إزاحة الأذى عن الطريق؟.
إلى لقاءٍ قريب مع حديث غير منقطع عن النظافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة