«أنا لا أنتمى لوطن».. قالها مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، المقبور، حسن البنا.. و«ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن».. قالها، الرجل الأبرز من حيث الأهمية، والتقديس عند الجماعة، المقبور «سيد قطب».. و«طززز فى مصر» قالها، المقبور، مهدى عاكف.. «الجماعة فوق الجميع» قالها طبيب الحيوانات، ومرشد الجماعة، المسجون حاليا، محمد بديع.. و«الشرعية أو الدم».. قالها، «الاستبن» محمد مرسى العياط.
هذه المقولات، تأسيسا على مشروع وكيان وهمى، لجماعة الإخوان الإرهابية، يطلق عليه «أستاذية العالم».. وتعنى السيطرة على العالم بأكمله بعد عملية متدرجة تبدأ بتربية الفرد المسلم، ثم الأسرة المسلمة، ثم المجتمع السليم، يعقبهم، المرحلة الأممية، مع التأكيد على أن تحقيق حلم أستاذية العالم لن يمر إلا من خلال إحياء مشروع الخلافة الإسلامية، وهو ما كان يسعى إليه رجب طيب أردوغان قبل أن يندلع فيضان تسونامى 30 يونيو فى مصر، ليغرق هذا المشروع الوهمى..!!
نعم، جماعة الإخوان الإرهابية تؤمن بضرورة أن تصير «سيدة الأرض»، وهى الفكرة المستمدة من أدبيات اليهود، بأنهم «شعب الله المختار»، وفى تعريف مبسط لـ«أستاذية العالم» هى، عبارة عن سلطة مركزية تدير شؤون العالم وتتحكم فى مدخلاته ومخرجاته!!
وحسن البنا، يعترف بوضوح أن هدف الجماعة تشكيل كيان وهمى يطلق عليه أستاذية العالم فيه الباكستانى، وعضو بجماعة الإخوان، أفضل من المسلم المصرى، وليس عضوا بالجماعة، ويقول نصا: إن الإخوان فى كل مكان جماعة واحدة يجمعها النظام الأساسى، وأهدافها تحرير الوطن الإسلامى بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامى وقيام الدولة الإسلامية».. وصارت هذه الرسالة بندا رئيسيا من بنود لائحة الجماعة الداخلية!!
تأسيسا على ذلك، فإن جماعة الإخوان الإرهابية، لا يعنيها «حكم» مصر من أجل، رفعة الوطن، والحفاظ على ترابه، وحماية مقدراته، وإنما يبحثون عن «احتلال» مصر، لتكون ولاية تابعة لكيان وهمى، ليس له حدود أو راية معلومة ومعروفة، أو مؤسسات حاكمة، وهو سيناريو شبيه بالخلافة العثمانية، عندما كانت مصر مجرد ولاية تابعة، للأستانة، وتخضع لحكم السلطان العثمانى، وهو الحكم الذى أدى إلى انهيار الدولة المصرية، وأعادها إلى عصور الظلام.
نعم، الدولة العثمانية تسببت فى تراجع وانهيار مصر فى مختلف المجالات لمدة تزيد عن ثلاثة قرون، منذ بدء احتلالها عام 1517 وحتى قدوم محمد على وجلوسه على مقاعد الحكم عام 1805، واستمرار مصر كولاية تابعة للباب العالى، وإعلان الانفصال التام عام 1867.. أى طوال 300 عام كاملة، تعطلت البلاد فيها عن ركب التقدم والازدهار، وساءت أحوالها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وانطفأت كل مشاعل التنوير، وتراجع تعداد مصر حينها من 9 ملايين مواطن إلى مليونين ونصف.
وأرجع ابن إياس، فى كتابه «بدائع الزهور فى وقائع الدهور» سبب تراجع تعداد السكان بهذا الشكل المذهل إلى الحالة الاقتصادية الكارثية، وعدم قدرة المصريين على الزواج، نتيجة فرض ضرائب باهظة على الزواج والطلاق.
وقال ابن إياس نصا: «فصار الذى يتزوج أو يطلق تقع غرامته نحو أربعة أشرفية، فامتنع الزواج والطلاق فى تلك الأيام، وبطلت سنة النكاح والأمر لله فى ذلك».
كما أكد ابن إياس فى كتابه أيضا أن العثمانيين ابتدعوا وظيفة جديدة اسمها «مفتش الرزق الجيشية»، منوطة بالبحث فى دفاتر ووثائق ممتلكات المصريين بكل فئاتهم، والاستيلاء عليها ظلما وعدوانا، ويقول نصا: «وحصل للناس منه الضرر الشامل، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم».
ولم يقتصر الأمر عند حد ارتكاب كل هذه الجرائم المشينة فى حق البلاد والعباد، وإنما ارتكبوا جريمة أخطر تمثلت فى تفريغ مصر من عقولها الماهرة علميا وفنيا فى 53 مهنة، ما أدى إلى انهيار هذه المهن فى مصر، وازدهارها وتقدمها فى تركيا، علاوة على أن حياة المصريين أصبحت بلا قيمة، ويمكن لعسكرى تركى أن يقتل مصريا فى أية لحظة، ويختطف أى امرأة واغتصابها علنا حتى فى المساجد!!
إذن، الخلافة العثمانية، أو «الكيان الوهى»، اعتبر مصر، بقرة حلوب، يجب حلب ضرعها حتى ينزف دما وتتعرض للموت، من أجل أن يعيش الكيان الوهمى، وبطله تركيا، وسلطانه أردوغان..!!
أدركتم، ومن خلال هذا السرد المبسط، سواء من واقع الحال، أو من خلال استدعاء الماضى، أن جماعة الإخوان، لا تبحث عن السلطة فى مصر، لتحكم، ولكن تبحث عن احتلال مصر، وتحويلها لولاية تابعة لكيان وهمى، بالتأكيد مقره تركيا، وهو ما يتقاطع مع المشروع الوطنى المصرى، فمصر، ومنذ فجر التاريخ، دولة مستقلة، ذات سيادة، وتتحكم، فى قرارتها، ورقما صحيحا وفاعلا، وقويا فى معادلة الحراك الدولى..!!
ولك الله.. ثم شعب واع وصبور.. وجيش قوى يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة