أقامت مؤسسة نوافذ ثقافية، حفل توقيع ومناقشة ديوان "فقير مبشر بالجنة" للشاعر إبراهيم جمال الدين التونى، بالنادى الاجتماعى فى السويس، وذلك بحضور عدد من الشعراء والنقاد.
وقال الدكتور أحمد بلبولة، أستاذ النقد الأدبى بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، إن ديوان "فقير مبشر بالجنة" ليس ديوانا بالمعنى التقليدى، فالديوان لا ينقسم إلى مجموعة من القصائد، ولا توجد به عناوين فرعية، وكأن الشاعر يحاول أن يقول إنه يقدم نصا واحدا، وهو يعطى للقارئ اختيار العنوان، ويعطى إحساسا بأن كتابة هذا النص لم تنته، وللقارئ مساحة للتشارك معه فى كتابة الديوان واستكمال النص.
وأضاف "بلبولة" أن عنوان الديوان هو حالة من السخرية، لأنه يجسد عذابات لا تنتهى يعيش فيها الفقراء، وهو يحاول أن يصنع من خلاله المفارقة ويعطينا ما ليس فى الديوان، وكأنه يواجه عالم من الجبر، بالعبث واللامبالاة أحيانا، نحن أمام حالة لعب بالفهوم النيتشوى، فالشاعر هنا يلعب لكن لعبة راجل صاحب فلسفة.
وأوضح أستاذ النقد الأدبى، بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، نحن أمام سيرة ذاتية شعرية، تحمل الكثير من حياة الكاتب ومواقف حياته، فهو يشيد بقيمة الاعتراف فى المسيحية، ويتمنى لو كان مسيحيا ليكون قادرا على القيام بذلك الطقس، مشيرا إلى أن الشاعر عندما يكتب سيرته لا يقول الصدق دائما ولا يكذب دائما، فأحيانا الكاتب ينتخب مواقف ويتجمل فى أخرى، لكن اعترافات الشاعر هنا نبيلة وجميلة وصادقة، والديوان هنا نستطيع من خلاله عمل بورتريه لصاحبه، لافتا أيضا أن الشاعر لم يلتزم بالترتيب الزمنى وكأن الزمن حالة من الهذيان.
من جانبه قال الشاعر عادل جلال، رئيس مؤتمر قصيدة النثر، إن عنوان الديوان يحمل سلطتان، الأولى هى السلطة القائمة من ١٤٠٠ سنة، والثانية سلطة النصوص، وكأن الشاعر من خلال ذلك النص يعمل على محاولة التخلص من سلطة النصوص السابقة.
وأضاف "جلال" أن الشاعر يحاول أيضا التخلص من بدايته الشعرية وتجاربه السابقة، ومن تكوينه فى تعامله مع اللغة وتناولها، وسلطة النص ومعناها هنا التخلص من التشابهات التى تأسر الشاعر، كما أن الشاعر نجح فى التخلص من تركيباته السابقة، وهو ما يعطى انطباعا أن الشاعر لم يتخوف ولم يلتزم بالمنطقة الهادئة، وهو ما يضيف للشاعر وللإبداع أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة