رغم كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، تحدى إعاقته الذهنية حتى لا تقف حائلاً أمام استمرار حياته بشكل طبيعى، خاصة أنه يعول أسرة ويحتاج لسد حوائجهم، فعمل في محل حلاقة في خلال مراحل عمره الطفولية، اكتسب خلالها قواعد المهنة حتى قرر أن يفتح محلا بمنطقة السنترال بمركز نجع حمادى شمال محافظة قنا.
البدري يوسف، البالغ من العمر 46 عامًا، أصبح من أشهر "حلاقى" الشعر فى مركز نجع حمادى، لغة الحديث مع زبائنه تكون عن طريق لغة الإشارة، يذهب يومياً إلي عمله في محل الحلاقة الخاص به، منذ الساعة 12ظهراً حتى الثامنة مساءً يتوافد عليه الزبائن بمختلف أعمارهم من كبار السن والأطفال، ورغم أنه لا يجيد الحديث تظل الإبتسامة لا تفارق وجهة، وعلى الرغم من ضعف المقابل المادي الذي يجمعه يوميًا، لكنه يعتبر أن هذه الأموال رزق أسرته.
حكاية الحلاق" الأبكم" كانت تحتاج إلى مترجم للحديث عن كيفية التعامل مع الزبائن فكان أحد جيرانه الحاج أبو محمد والذى أكد أن "أهالى المنطقة يحبونه ويذهبون للحلاقة لديه لأن أسعاره ممنخفضة عن غيره من محلات الكوافير فى الحلاقة فالسعر عنده بـ10 جنيهات وإللى بتدهوله بياخده علطول ويرضى بالرزق القادم، ومهنة الحلاقة اكتسببها عن والده، وعند وفاته كان يعمل صبى عند محل حلاقة، وأغلب الناس تعلمت لغة الإشارة للتعامل معه".
وأضاف أن "ذيادة أسعار الحلاقة جعل محله جاذباً للمواطنين، خاصة أن تسعيرة الحلاقة بصفة عامه تتجاوز من 20 إلى 50 جنيها حسب ما يقوم به الزبون، فهناك أشساء أخرى ترفع من قيمة "الحلاقة" مثل عمل ماسكات للوج، ووضع كريمات، وإنه يرفض زيادة تسعيرة الحلاقة وتزيين الشعر واللحية، ورواده يحلقون عننده من فترة كببيرة جعلته يحفظ طريقة حلاقة كل شخص".
يقول محمود عبد اللطيف، أحد جيرانه، "أنا ليا 5 سنين بحلق عنده، وهو الوحيد إلي بطلع من تحت إيده عريس، كمان هو حافظ الحلاقة إللي بقصها وتناسبنى، وعلى رغم تعرضه لإعاقة الصم والبكم لكنه صنايعى محترف، ومش بيتكلم مع أهل منطقته فى إجرة الحلاقة خالص، لأنه هو ساكن فى المنطقة منذ حوالى 20 سنة ويعتبر أهل المنطقة أهله وناسة".
وقال محمد هيكل، أحد الأهالى، إنه "نشأ على إعاقته لكن لم يقف حائراً مثل كثير من الشباب دون عمل بالنسبة لوضعه، لكنه قرر أن يصبح صاحب محل حلاقة، لديه أحلام كثيرة ولا يساعده أحد، ويعيش على دخل محل الحلاقة للإنفاق على أسرته وهو يرفض أخذ أموال دون وجه حق فهو يمتاز بالقناعة، وهو لديه 3 أخوات أشقاء يعانون من نفس الإعاقة، لكنه لم يستسلم وقرر أن يعمل ويوفر قوت يومه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة