ماذا لو كانت شبكات إنترنت الجيل الخامس "5G" هى أحد أسباب الحرب التجارية بين عملاقى الاقتصاد في العالم أمريكا والصين، حيث استثمرت الصين كل ما تملك لتطوير تلك الشبكة من خلال شركاته الإلكترونية.
وأصبحت الـ"5G" الآن قادرة على نقل نحو 10 جيجابت في الثانية الواحدة، وهذا يعتبر إنجازا كبيرا بالنسبة لشركات الإنترنت الأمريكية والأوروبية، حيث أبدى عدد من المراقبون تخوفهم من تأثر صناعة التكنولوجيا سلبا في المستقبل بسبب الحرب التجارية التي اندلعت منذ أكثر من عام.
ومن المتوقع أن تكون شبكات الجيل الخامس جاهزة في الصين من العام المقبل، ومن المقرر أن توفر مزيداً من السرعة والقدرة على دعم الاتصالات الكثيفة من آلة إلى آلة وتقدم خدمات قليلة التأخير وعالية الموثوقية من أجل تطبيقات يكون للوقت فيها أهمية حاسمة.
ومع هذه الأهداف الطموحة، تواجه شبكات الجيل الخامس تحديات تشغيلية كبيرة مثل بلوغ مستويات عالية من الاستقرار والأمن والموثوقية. وتهدف شبكات الجيل الخامس إلى إظهار مستوى عال من الأداء في سيناريوهات مختلفة مثل المناطق الحضرية الكثيفة السكان وبؤر التوصيل داخل المباني والمناطق الريفية.
وشرعت عدة بلدان في تجريب شبكات الجيل الخامس وتخضع النتائج للتقييم، ونجحت شركات كثيرة في إتمام تجارب محدودة حُددت لها، مثل شركة هواوي التي أنشئت قاعدة بيانات كبيرة تعتمد على الجيل الخامس.
ومن هنا نجد خوف الإدارة الأمريكية من خدمات الصين في مجال التكنولوجيا متمثلة في "هواوي"، حيث قرر الرئيس دونالد ترامب حظر تواجد معظم الشركات الصينية في السوق الأمريكية، وعدم تطوير الشبكات ومحطات التقوية الخاصة بشبكات المحمول، وتعرضت معظم الشركات الصينية العملاقة إلى عمليات مراقبة وتدقيق مكثف في الأشهر الأخيرة بسبب المخاوف الأمنية، بعد أن حذر المسئولون الأمريكيون من إمكانية استخدام الحكومة الصينية منتجات هواوي للتجسس على الأمريكيين.
وبدأت عدد من الدول الأوروبية حظر استيراد معدات صينية خاصة معدات هواوي من شبكات الجيل الخامس، إلا أن الحكومة والشركات الصينية، نفت تلك الاتهامات شكلا ومضمونا، وأن هدفها الوحيد هو خدمة البشرية في مجال التكنولوجيا.
ومن جانبه قال كين هو، نائب رئيس الشركة الصينية، إن الجميع شاهد التأثير المدمر والكبير على العديد من الشركات الصينية وهواوي واحده منهم، جرائ الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، مؤكدا في حال استمرار الحرب بهذا الشكل ستعانى شركات التكنولوجيا بشكل واضح.
وحسب ما نشرت الصحافة الصينية، على لسان خبراء صينيون أن الشركات الصينية ومن ضمنها هواوي أصبح لا غنى عنها في مسيرة التقدم، وأنه في حالة عدم وجوده فلن يتمكن سكان سيبيريا من تلقي أي إشارة هاتفية أو الحصول على شبكات الإنترنت، ولن يتمكن متسلقو جبال كليمنجارو في إفريقيا من التواصل للحصول على المساعدة، وحتى في باريس ولندن وسيدني وما إلى ذلك، فمجرد هبوط الطائرة تجد شبكة اتصالات هواوي على هاتفك.
وأضافوا أن كل هذا بسبب الخدمات التي تقدمها محطاتها العملاقة في أغلب أنحاء الكرة الأرضية، مؤكدين أنه على ارتفاع 8000 متر من قمة إفرست في جبال الهيمالايا والقطب الشمالي والقطب الجنوبي والأراضي الإفريقية وعند 40 درجة مئوية تحت الصفر، يمكن أن يلمس أي شخص البصمة التي تركتها هواوي على التقدم والتطور في الأرض.
نعود مرة أخرى إلى إمكانيات الجيل الخامس الهائل التي أعلنت عنها الصين، إن تقنيات الـ5G توفر خدمات أبعد من كونها تحسين خدمة الاتصالات والولوج إلى الإنترنت، من خلال إنشاء مدن ذكية وآمنة، ونشر إنترنت الأشياء بكفاءة وفعالية، لكن هي شبكة من الأجهزة المادية المترابطة لتبادل البيانات، وبالتالي يمكن تحويل شبكة التلفزيون الأشهر في الصين CCTV، إلى وسيلة للتحكم في الاختناقات المرورية وتقليل معدل الجريمة، من خلال كاميرات مراقبة حركة المرور، وأجهزة استشعار مستوى المياه، وأضواء الشوارع، ومواقف السيارات.