تمردت على الحياة وعاشت بالرغم من وفاة أشقائها جميعاً عقب ولادتهم مباشرة، وتمردت على تقاليد وعادات أهالى الصعيد وقررت التعليم فى الكبر، بعدما رفضوا تعليمها فى الصغر، لتبدأ الرحلة من محو الأمية وصولاً للماجستر وحلمها فى الدكتوراة.
"الطيبة الضوى"، التى كان لها من اسمها نصيب، فهى الفتاة الطيبة التى فتحت عينها للدنيا وتحركت بها والدتها لدوار "الشيخ الطيب" فى الأقصر، حيث كانت السيدة الصعيدية كلما أنجبت طفلاً يموت، فتحركت لمنزل الشيوخ للحصول على البركة فى المولودة الجديدة، حيث اقترحوا عليها أن تطلق عليها اسم "الطيبة" نسبة للشيخ الطيب.
"الطيبة" عاشت دون عن أشقائها الذين ماتوا فى الصغر، لكن الدنيا لم تضحك لها، فقد انفصل والديه وهى طفلة صغيرة، فعاشت لدى جدتها لأمها، ولم تستطع التعليم لظروف عديدة لعل أبرزها ضيق الحالة الاقتصادية وقتها لأسرتها، تزامناً مع عادات أهل الجنوب الذين لا يفضلون كثيراً تعليم البنات.
كبرت "الطيبة" وكبر داخلها الحلم فى التعليم، فحاربت من أجل حلمها، والتحقت بفصول محو الأمية، ونجحت ومنها التحقت بالصف الأول الإعدادى، وأكملت دراستها فى ظروف صعبة وقاسية، حتى حصلت على ثانوية عامة ثم التحقت بكلية دار علوم بجامعة المنيا، وعقب تخرجها حصلت على دبلومة تربوية بتقدير عام امتياز، ثم التحقت بالمعهد العالى للدراسات الإسلامية بالقاهرة، وعملت دبلومة خاصة بجامعه جنوب الوادى، ثم حاليا تعد ماجسيتر فى جامعه القاهرة وهدفها الدكتوراة.
أحلام الفتاة الصعيدية القادمة من الجنوب للقاهرة المزدحمة القاسية، لم تنسها أنها فتاة ترغب فى تكوين أسرة سعيدة وتبحث عن شريك العمر، حيث تزوجت من شاب حاصل على "دبلوم فنى" بعدما أوصته خالتها عليها وطلبت منه أن يتيح لها الفرصة لاستكمال تعليمها وتحقيق حلمها، ليكون ثمار هذا الزوج طفل فى الشهر السابع.
الطيبة مدرسة بإحدى مدارس الأقصر، وأم وزوجة ناجحة وقصة فتاة تغلبت على الظروف والعادات والتقاليد وكل شىء، على مدار 33 سنة تكافح من أجل حلمها، الذي حققت منه الكثير.
الطيبة، نموذج للمرأة المصرية التي تتحدى الظروف الصعبة والقاسية، وتثبت يوماً بعد الآخر أنها عمود المجتمع، ومصدر الطاقة والنجاح والتفاؤل في أن القادم دوماً سيكون أفضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة