أكرم القصاص - علا الشافعي

وزير الأوقاف يلتقى رئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الألمانية

الأحد، 14 أبريل 2019 10:11 م
وزير الأوقاف يلتقى رئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الألمانية وزاره الاوقاف يلتقى رئيس جمعية الصداقة البرلمانية الألمانية المصرية
كتب إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استقبل وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، اليوم الأحد، النائب الألمانى كريستيان هازى رئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الألمانية فى البوندستاج الألمانى، والوفد المرافق لبحث سبل التعاون المشترك، وخلال اللقاء اطلع النائب الألمانى كريستيان هازى على تجربة وزارة الأوقاف فى العديد من المجالات، خاصة ما يتصل بنشر الفكر الإسلامى الوسطى المستنير وتعزيز سبل الحوار الثقافي.

 وخلال حديثه أكد وزير الأوقاف أننا نسعى دائمًا للتواصل الحضارى وترسيخ أسس الحوار الحضارى بين البشر، والعمل على ترسيخ ثقافة السلام والعيش الإنسانى المشترك، مؤكدًا أهمية الحوار الحضاري، وعلى المشتركات الإنسانية التى تجتمع على القيم ومكارم الأخلاق، وإعلاء قيمة العمل، وترسيخ أسس العيش المشترك، وتحقيق السلام للناس جميعًا وحفظ الدماء والأعراض.

وأهدى وزير الأوقاف النائب الألمانى كريستيان هازى والوفد المرافق لسيادته نسخًا مترجمة باللغة الألمانية من مطبوعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف التى تسعى إلى نشر صحيح الدين ومواجهة الفكر المتطرف.

وأكد وزير الأوقاف أن الحوار ضرورة لبناء جسور التفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا".

ويعمل على نشر وترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمى بين البشر، واعتماد لغة الحوار بديلا للصدام والاحتراب، ويدعو إلى تحكيم لغة العقل وسعى جميع الأطراف إلى نبذ العنف والكراهية والتطرف والإرهاب، ويؤصل لإعلاء القيم المشتركة، وتجنب جميع مظاهر الأنانية والاستعلاء فى التعامل مع الآخر، والتركيز على الإفادة من النافع والمفيد، واحترام خصوصيات المختلف ثقافيًا .

وأكد أنَّ ديننا الحنيف قائم على الإيمان بالتنوع والاختلاف، فهو آية من آيات الله وسننه الكونية، حيث يقول سبحانه: "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ”، ويقول سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، ويقول سبحانه: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ"، فالتنوع قوة وثراء لو أحسنا التعامل معه والإفادة منه، وبديل الحوار هو الصدام، وبديل الإيمان بالتنوع والاختلاف هو الاقتتال والاحتراب .

وقال الوزير، بالواقع المعاين المشاهد ندرك أن أكثر الأمم إيمانًا بحق التنوع والاختلاف وقبول الآخر والمختلف وترسيخ أسس التعايش السلمى؛ هى أكثر الأمم أمنًا واستقرارًا وتقدمًا ورخاءً وازدهارًا، وأن الأمم التى وقعت فى أتون الاحتراب والاقتتال الطائفى أو المذهبى أو العرقى أو القبلى دخلت فى دوائر فوضى ودمار عصفت بكيانها وأصل وجودها، وعلى أقل تقدير مزقت أوصالها وهزت كيانها، ولو أن البشرية قد أنفقت على التنمية معشار ما تنفقه على الحروب لتغير حال البشرية وعمها الأمن والاستقرار.

وينبغى أن يقوم الحوار على أسس ومرتكزات قوية نذكر منها .

1.السعى الدائم نحو التعارف، والانفتاح على الثقافات الأخرى، وليس الانغلاق المحكم الذى يؤدى بنا إلى الخوف من الآخر المجهول، فتعميق الوعى بالآخر وثقافته ومجريات حياته يجعله بالنسبة لنا أقل غرابة، ويجعل الحوار معه أكثر يُسرًا وأسهل مأتىً وتناولًا، وإذا كان الحكم على الشيء فرعًا عن تصوره كما يقول المناطقة فلا بد أن نتعرف على ما لدى الآخر من قيم ومثل وثقافات، وأن نحلل ذلك تحليلًا جيدًا محايدًا ومنصفًا قبل الحكم له أو عليه، وألا تكون لدينا أحكام وقوالب جاهزة مسبقة فى الحكم على الآخرين

2.تحكيم لغة العقل ورغبة جميع الأطراف فى نبذ العنف والكراهية والتطرف والإرهاب، إيمانًا بأن قضية الصراع ليس فيها رابح مطلق أو خاسر مطلق، وأن عواقب الصراع والعنف والتطرف وخيمة على الإنسانية جمعاء، وأنه لا بديل للإنسانية عن البحث فى القواسم والمصالح المشتركة ونقاط الالتقاء؛ لما فيه خير البشرية بعيدًا عن الحروب والصراعات والقتل والاقتتال والتخريب والتدمير .

3.أن تكون لدى جميع الأطراف الرغبة الحقيقية فى إعلاء القيم المشتركة وتجنب جميع مظاهر الأنانية والاستعلاء، يقول ابن رشد محددًا منهجه فى الأخذ من ثقافة اليونان وغيرهم: يجب علينا أن ننظر فى الذى قالوه وما أثبتوه فى كتبهم، فما كان منها موافقًا للحق قبلناه منهم، وسُررنا به، وشكرناهم عليه، وما كان منها غير موافق للحق نبّهنا عليه وحذّرنا منه، وعذرناهم .

4.التركيز على الإفادة من النافع والمفيد، وغض الطرف عن خصوصيات الآخر الثقافية التى لا تتفق مع قيمنا وحضارتنا، فى ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب، من غير أن يحاول الغرب أن يفرض قيمه وأنماط حياته الخاصة على الشرق، ولا أن يحاول الشرق حمل الغرب حملاً على مفردات حضارته وثقافته وقيمه وتراثه، بل على الجميع أن يُعلى من شأن القيم المشتركة، وما أجمعت عليه الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، فيبحث الجميع عن المتفق عليه، ويعذُر بعضهم بعضًا فى المختلف فيه .

5.التأكيد على أن الأخلاق والقيم الإنسانية التى تكون أساسًا للتعايش بين البشر لم تختلف فى أى شريعة من الشرائع، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت".

فأرونى أى شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدين، أو أكل السحت، أو أكل مال اليتيم، أو أكل حق العامل أو الأجير .

وتساءل الوزير، أرونى أى شريعة أباحت الكذب، أو الغدر، أو الخيانة، أو خُلف العهد، أو مقابلة الحسنة بالسيئة بل على العكس فإن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية، من خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التى فطر الله الناس عليها.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة