تعمد منطقة الساحل الشمالى الغربى على الزراعة المطرية بشكل كامل، عن طريق حصاد مياه الأمطار بالوسائل المختلفة لتوفير احتياجات الزراعات المتنوعة، ويترتب على زيادة معدلات سقوط الأمطار زيادة الرقعة الزراعية من القمح والشعير وتنمو المراعى الطبيعية بما يوفر مرعى لأغنام البرقى والماعز والأبل، بالإضافة إلى زيادة إنتاجية التين والزيتون اللذان يعتبران بمثابة المورد الاقتصادى الدائم لكثير من قاطنى هذه المنطقة.
وأكد المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، أن معرفة تأثير زيادة معدلات سقوط الأمطار على زيادة المساحة المنزرعة من القمح والشعير، فى منطقة الساحل الشمالى الغربى، تم من خلال الاعتماد على بيانات سقوط الأمطار من محطة أرصاد مطروح لموسمى 2017/2018 و2018/2019 بالإضافة إلى وحدة قياس كمية الأمطار بمركز البحوث التطبيقية، بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح التابع مركز بحوث الصحراء، والتى تشير إلى بدأ موسم الأمطار فى 2017/2018 فى 3/11/2017 بمعدل سقوط 9,75 مليمتر وأنتهى الموسم فى 17/2/2018 بمعل سقوط 3,00 مليمتر، بينما موسم 2018/2019 الذى بدأ فى 9 فبراير 2018 بمعدل 2,00 مم وأنتهى فى 31 مارس 2018 بمعدل سقوط 7 مم ومتوقع سقوط أمطار أخرى فى هذا الموسم، وبلغ عدد الأيام المطرية فى موسم 2017/2018، 15 يوما، وفى موسم 2018/2019 كانت 33 يوما".
وقال الدكتور عبد الصمد عبد الستار مدير وحدة النظم الجغرافية بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، إن معدل سقوط مياه الأمطار وصل فى موسم 2017/2018 إلى 79 مليمتر فى السنة بينما فى موسم 2018/2019 وصل إلى 155,8 مليمتر فى السنة، وقد أظهرت وحدة قياس معدل سقوط الأمطار بمركز البحوث التطبيقية أن معدل سقوط الأمطار فى الموسم الحالى وصل إلى 173,93 مليمتر فى سنة.
وأوضح مدير وحدة النظم الجغرافية، أن معرفة تأثير الزيادة الملحوظة، لكل من المعدل الكلى لسقوط الأمطار وقصر الفترة بين الأيام المطيرة بموسم 2018/2019 مقارنة بموسم 2017/2018، قد تم تحميل صور القمر الصناعى الأوروبى (Sentinel 2 A) التى تغطى المنطقة من "فوكة" شرقًا حتى السلوم غربًا، خلال شهر مارس 2018 ومارس 2019 معا نهاية الموسم، لتحديد الغطاء النباتى لهذه المنطقة فى الموسمين السابقين، وتم إجراء التراكيب اللونية للحزم الضوئية المكونة لهذه الصور وخاصة التركيبة اللونية الكاذبة (حزمة الأشعة القريبة من الحمراء – حزمة الأشعة الحمراء – حزمة الأشعة الزرقاء) لما لهذه التركيبة من خاصية ممتازة فى إظهار الغطاء النباتى باللون الأحمر وتميزه عن الأنواع الأخرى، من الأغطية الأرضية، كما تم إجراء دليل تباين الغطاء النباتى NDVIلتحديد مناطق المراعى ومناطق زراعة الشعير والقمح والمناطق الصخرية والمسطحات المائية، وقد تم الحصول على المعلومات التى تؤكد زيادة مساحة الغطاء النباتى فى موسم 2018/2019 مقارنة بمساحته موسم 2017/2018 حيث تظهر تركيبة الألوان الكاذبة اتساع الرقعة الحمراء اللون فى موسم 2018/2019 عن 2017/2018.
وأشار "عبد الستار" إلى أن مساحة الرقعة الحمراء فى موسم 2018/2019 تتباين من منطقة لأخرى حيث وجد أن المنطقة غرب مدينة مرسى مطروح حتى سيدى برانى تتميز بزيادة مساحة الغطاء النباتى عن كل من منطقة شرق مدينة مرسى مطروح حتى فوكه شرقا ومنطقة غرب سيدى برانى إلى السلوم غربا.
وأوضح بأنه يمكن تمييز مناطق زراعة القمح والشعير عن غيرها من الزراعات الأخرى والمراعى بنمط الزراعة، حيث مناطق زراعة القمح والشعير ذات حدود مميزة نتيجة عمليات الحرث للمناطق المزروعة وأراضيها ذات طبوغرافيا مستوية وشبة مستوية وبعيده عن أراضى المجارى المائية، بينما مناطق المراعى الطبيعية، لا تتسم بوجود حدود مميزة ولكنها منتشرة بالإضافة إلى موقعها المميز، حيث تحتل المنطقة الجنوبية ذات القطاع الأرضى الضحل ووجود الغطاء الصخرى والحجرى فى معظم أراضيها، وللتأكد من صحة المعلومات المشتقة من صور الأقمار الصناعية، تم عمل زيارة ميدانية للتعرف على نوعية الغطاء الأرضى وتسجيل البيانات على جهاز GPS وقد تبين أن دقة استخلاص البيانات تتراوح من 85 % إلى 90 %.
وأوضح مدير وحدة النظم الجغرافية، أنه باستخدام دليل تباين الغطاء النباتى NDVI تبين أن المساحة المنزرعة بكل من الشعير والقمح فى منطقة الساحل الشمالى الغربى تقدر بنحو 200 ألف فدان، ويعتقد أن مساحة الشعير تغطى المساحة الأكبر من المساحة المحددة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة