مأساة حقيقية تعيشها أسرة الطفل أحمد المصاب بعدد من الأمراض، وشاهدت الأسرة خلالها كل ألوان العذاب ومعهم الطفل، وهو أحد أبناء مدينة طما شمال محافظة سوهاج ووالده ضرب أروع الأمثلة فى الأبوة، حيث رفض المساعدة من الجميع، وباع سيارته التى كان يملكها وأصبح الآن يعمل لدى الغير لعلاج ابنه.
ويطلق البعض على الطفل لقب "الحى الميت"، وذلك بسبب أن أغلب وظائف جسده تتوقف تماما وتعود للعمل مرة أخرى من كثرة ما لحق به من أمراض عجز الكثير من الأطباء فى تشخيصها، وإن نجحوا فى تشخيصها لم يصلوا إلى طريقة للعلاج لتخلصه من الألم الذى يعيش فيه ليل نهار، وكما يقول المثل "المريض لا يمرض وحده بل من حوله يتأثرون بالمرض" وهو حال أسرته.
وأوضحت أسرة الطفل أحمد، لـ"اليوم السابع"، أن الطفل يتم حجزه بالعناية المركزة لفترات قريبة، وبداية مشكلته عندما كان عمره 4 سنوات تقريبا، حيث أصيب بحساسية غريبة بعدها تطور الأمر إلى جلطة فى المخ ثم أنيميا الفول وضمور فى خلايا المخ، ومن بعدها ضعف بعضلة القلب.
وأشارت الأسرة، إلى أن الأمر تطور إلى تشنجات عصبية، مما يجعل أسنانه تلتصق ببعضها البعض ولا يتم إعادة فتح فمه إلا عن طريق طبيب الأسنان الذى يقوم بعمل فتحات باللثة، حتى يستطيع فتح فمه مرة أخرى.
وأكدت الأسرة، أن والد أحمد يعمل سائقا بالأجرة لدى الغير بعدما كان يملك سيارة وقد باعها من أجل علاج نجله، حيث إنه لم يترك مكانا من الممكن أن يتم علاج أحمد فيه إلا وذهب إليه، ومع ذلك لم يقصر الأب فى شراء الأدوية بالرغم من أنها باهظة الثمن.
وتابعت أسرة الطفل، أنه حُرم من اللعب مثل الأطفال فى عمره، والأوجاع والآلام تعتصره على مدار الساعة، وكل ما يحصل عليه مسكنات فقط لا تعالج المرض، بل إنها تسكن الألم مؤقتا، وأصعب شىء أن ترى ابنك أمامك يتألم ولا تستطيع أن تفعل له شيئا، إلا أن تبكى عليه وتدعو له.
وطالبت أسرة الطفل المسئولين بمحافظة سوهاج ووزارة الصحة بسرعة التدخل وعرض الطفل على متخصصين للوصول إلى علاج لحالة أحمد، خاصة بعد ظهور مرض غريب بيد الطفل اليمنى وحذر الأطباء من انتقاله للعظام خاصة بعدما أصيب بأمراض نادرة متعددة كلها تجمعت فى طفل واحد.
وفى استجابة لـ"اليوم السابع"، أصدر الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، قرارا لإدارة المستشفى الجامعى بسرعة استقبال الطفل أحمد ودخوله قسم الأطفال وعرضه على المتخصصين وعمل اللازم بشكل عاجل، من أجل رفع المعاناة عن كاهل الأسرة وتخفيفا للألم الذى يعانى منه الطفل.
وأوضح "عزيز"، أن المستشفى الجامعى وإدارة الجامعة لا تتوانى فى تقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحة اللازمة لأبناء المحافظة كنوع من المشاركة المجتمعية، وأنه سوف يتم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لأحمد مهما كانت المدة ومهما كانت التكلفة، طبقا للإمكانيات المتاحة وحالة الطفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة