يسعى حزب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والمسمى بحزب العدالة والتنمية، افتعال الأزمات من أجل تعطيل ظهور نتيجة انتخابات المحليات فى مدينة إسطنبول التركية، حيث إن هناك أسباب عديدة تدفع أردوغان لمحاولة تعطيل نتيجة الانتخابات على رأسها منع كشف فساد الحزب الحاكم بعد سيطرة المعارضة التركية على مدينة إسطنبول التى تعد العاصمة الاقتصادية لتركيا.
فى هذا السياق ذكرت صحيفة "زمان" التركية المعارضة، أن مندوبوا حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية افتعلوا مشاجرة كبيرة، في محيط صندوق الاقتراع بمقر إعادة فرز الأصوات في بلدة مالتابه في الشطر الآسيوي من إسطنبول.
وأضافت الصحيفة التركية المعارضة، أن النتائج الأولية غير الرسمية كشفت عن تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو على مرشح حزب العدالة والتنمية على منصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى ، في انتخابات بفارق زاد عن 27 ألف صوتًا؛ الأمر الذي دفع حزب العدالة والتنمية الذي يخسر إسطنبول للمرة الأولى منذ 25 عامًا، للطعن على النتائج، مما أدى إلى إعادة فرز الأصوات، وحساب جميع الأصوات في بعض البلدات.
فى المقابل أكد دانيز أوغلو، القيادى بحزب الشعب الجمهورى التركى المعارض، أن نتيجة انتخابات مدينة إسطنبول لم يتم حسمها حتى الآن ، بسبب تقديم حزب العدالة والتنمية الحاكم والذى يتزعمه رجب طيب أردوغان اعتراض وطلب عادة الفرز، ومازال إعادة الفرز مستمر.
وأضاف القيادى بحزب الشعب الجمهورى التركى المعارض، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن حزب أردوغان يسعى إلى التحايل على الدستور والنظام الانتخابي، لافتا إلى أن خروج حزب العدالة والتنمية من إسطنبول يعني كشف كل ملفات الفساد ودعم المنظمات الإرهابية.
وأشار دانيز أوغلو أن أى محاولة من حزب العدالة والتنمية الحاكم لتغيير نتائج الانتخابات سيقابلها تعطيل للحياة العامة في إسطنبول، لافتا إلى أن سبب تعطيل حزب أردوغان نتائج انتخابات إسطنبول لمنع كشف ملفات الفساد.
من جانبه أكد الدكتور طه على الباحث السياسى ، أن المعارضة التركية تترسخ لديها قناعة بعدم الثقة في أردوغان، فقد شاهدوا أمام أعينهم تخليه عن حلفائه الذين ساندوه فى مسيرته السياسية، مثل فتح الله جولن رئيس حركة الخدمة الذي اعتبره أردوغان في بادئ امره أستاذه ليناصبه فيما بعد اشد العداء، وكذلك عبد غول رفيقه السياسي الرئيس التركي السابق، وأحمد داوود أوغلو مهندس السياسة الخارجية التركية، وصاحب أطروحة "صفر مشاكل" مع دول الجوار، والتي حاول تبنيها في سياسته الخارجية لينقلب أردوغان عليها ثم تنهال عليه المشكلات والعداءات الإقليمية والدولة، بل إن أردوغان نفسه انقلب على "أوغلو" و"غول".
وأضاف الباحث السياسى أن أحزاب المعارضة التركية أنفسها ساندت أردوغان في أعقاب محاولة الانقلاب المزعومة في 2016 حفاظاً على استقرار الدولة التركية، لكن أردوغان استغل ذلك التضامن ليعلن أن تأييدا لشخصه، فينقلب على من سانده من أحزاب المعارضة وفي مقدمته حزب الشعب الجمهوري، الذي يزايد أردوغان على وطنيته معتبرا أنه حزباً علمانيا، وكذلك حزب الحركة القومية الذي تحالف معه في قبل السابقة، لكنه انفصل عنه أخيرا، بل ولجأ للمزيد من الممارسات القمعية، لتصبح تركيا أكبر سجن للإعلاميين في العالم بشهادة المنظمات الحقوقية مثل "مراسلون بلا حدود".
ولفت طه على إلى أن أردوغان يلجأ إلى كافة الأساليب للتغطية على خسارته بإسطنبول التي لطالما مثلت رصيدا ودعما له في مسيرته طوال تاريخه، وهو ما تدركه المعارضة التركية جيدا فتأتي اتهاماتها بأن اردوغان يسرق اسطنبول في محلها نظرا لتاريخ أردوغان الذي يؤكد على تلك الاتهامات شكلا ومضمونا.