تحت عنوان " تونا الجبل بين أساطير الخلق وتقديس الحيوان- مائة عام من الاكتشافات للبعثة المصرية الألمانية" افتتح مساء اليوم الدكتور خالد العناني وزير الآثار، معرضاً أثرياً بالمتحف المصري بالتحرير. ومن المقرر أن يستمر المعرض حتي نهاية شهر مايو .
وقالت الهام صلاح ، رئيس قطاع المتاحف، إن المعرض يٌلقي الضوء علي تاريخ الحفائر الأثرية للبعثه المصرية الألمانية المشتركة لجامعتى القاهرة وميونخ في منطقة تونا الجبل ، موضحة أن المعرض يهدف إلي تعريف الجمهور بأهم الإكتشفات الأثرية الموجوده بهذا الموقع الأثري المتفرد الذي لعب دوراً هاماً ورئيسياً خلال العصرين اليوناني والروماني في مصر، وذلك من خلال عرضٍ موجزٍ لنتاج الحفائر التي تمت به؛ بداية من نتاج أعمال الحفائر التي قام بها الدكتور سامي جبرة، منذ1931م وحتي 1945م، وانتهاءً بالإكتشافات الهامة التي قامت بها البعثة المشتركة لجامعتي القاهرة وميونخ فى السنوات الأخيرة برئاسة الدكتور صلاح الخولي وأعضاء البعثة من المصريين والألمان.
ومن جانبها قالت صباح عبد الرازق ،مدير عام المتحف، أن المعرض يضم العديد من القطع الأثرية المتميزة التي تجسد الحياة اليومية والموت؛ مثل نماذج المنازل، وتوابيت الدفن، وتماثيل المعبودات، وتماثيل آدمية، واواني فخارية وحجرية وزجاجية، وحلي ومجوهرات، ومومياوات، وبرديات، ومسارج، وأدوات جراحة، وساعة مائية وغيرها من القطع الأثرية التي تظهر ثراء وتنوع الموقع علاوةً علي التاريخ الطويل للحفر والبحث لإبراز الأهميه الأثرية والسياحية للموقع بأعتباره أحد أهم المواقع الأثرية فى مصر .
وأشارت عبد الرازق، إلي أن منطقة تونا الجبل تضم جبانة الحيوانات المقدسة وهي عبارة عن مجموعة ضخمة من السراديب والممرات السفلية التي تمتد لمسافة اكثر من 10 كم . عُثر فيها علي آلاف من المومياوات المحنطة لطيور أبى منجل ( الايبس ) وقرد البابون، رمزى المعبود جحوتي. كما يضم الموقع أطلال معبد جحوتي الكبير والمنازل التي كان يسكنها الكهنة المسؤلين عن الخدمة الجنائزية والشعائرية في هذا المعبد ؛ فضلاً عن وجود معبد آخر لأوزير ـ بابون أُقيم بالقرب من مدخل جبانة الحيوانات المقدسة.
ومن أهم القطع الأثرية البارزة في منطقة تونا الجبل مقبرة كاهن المعبود جحوتي بادي أوزير (بيتوزيرس ) وعائلته ، وأيضا مقبرة إيزادورا الشهيرة؛ وهما تقعان في إطار جبانة ضخمة ممتدة تؤرخ بالعصرين اليوناني والروماني. بالإضافة إلي مستوطنة أخري تضم العديد من المنازل المصرية القديمة المعروفة بالمنازل البرجية، كان يسكنها الكهنة والعمال الذين كانوا يعملون في جبانة الحيوانات المقدسة. ويعكس هذا الثراء والتنوع في المباني والقطع الاثرية والاكتشافات الموجودة بالمنطقة أهميتها كنموذج رائع للحياة والمجتمع والثقافات المتعددة في العصرين اليوناني والروماني في مصر .
وجدير بالذكر أن الحفائر العلمية والفحص العلمي الدقيق لموقع تونا الجبل بدأ منذ ما يقرب من مائة عام علي يد الأثرى الألمانى رودر و الأثري المصرى الكبير سامي جبرة (1892 ـ 1979 ) أول من تحمل عناء الكشف عن آثار تونا الجبل وبدعم قوي من جامعة القاهرة وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين واستُكمل العمل فيما بعد بواسطة البعثة المشتركة لجامعتي القاهرة وميونخ وأسفرت الحفائر عن اكتشاف أكبر جبانة آدمية بالموقع؛ كشف عنها الفريق المصري لجامعة القاهرة في مايو 2018- 2017 كما قام الجانب الألمانى بالمسح والتنقيب فى بقايا معبد قديم أعلي قمة الجبل الغربي وبقايا مستوطنة تضم مجموعة من المنازل البرجية. ولا تزال أعمال الحفائرالمشتركة بين الجانبين مستمرة بالمنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة