خلال أربع سنوات فقط قطعت مصر خطوات واسعة فى الكشف عن فيروس الكبد الوبائى سى وعلاجه. بعد أن كان يمثل تهديدا لملايين المصريين، ولعل الشهادة العفوية التى أعلنتها السيدة سهام نصار فى لقائها مع الرئيس بالولايات المتحدة تمثل تأكيدا على هذا النجاح.
السيدة التى تعالج من سرطان الكبد قالت إنها لو كان فى مصر مثل هذا المشروع للكشف عن الفيروس وعلاجه لما كانت بحاجة إلى السفر للبحث عن علاج من تداعيات الفيروس الكبدى.
وأهم ميزة فى مشروع مكافحة فيروس سى أنه يتضمن العلاج الفورى من خلال برنامج واضح وعاجل، وقد أشرت مرات إلى أن وزارة الصحة عليها الاستفادة من هذا المشروع لبناء نظام علاجى سريع وعاجل للأمراض الخطرة والمزمنة خاصة للفقراء وغير القادرين. وبالفعل أعلن الرئيس عن مشروع 100 مليون صحة الذى يشمل المواطنين ويتم من خلال حملة مستمرة تصل للمواطنين فى أماكنهم للكشف عن الفيروس سى وأيضا الضغط والسكر. وقد نجح هذا المشروع أيضا لدرجة أنه شمل اللاجئين فى مصر.
وحسب ما أعلنته وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، فقد تم الانتهاء من مسح 48.2 مليون مواطن منذ انطلاق المبادرة بمراحلها الثلاثة وحتى الآن، كما تم فحص 705 من غير المصريين، من سوريا، وفلسطين، والمغرب، والسودان، وعدد من دول الاتحاد الأوروبى، ضمن المبادرة، وقد أشادت المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فى بيان لها بخطوة مصر الرائدة فى فحص اللاجئين ضمن المبادرة الرئاسية للكشف عن فيروس سى وتقديم العلاج لهم بالمجان مثل المصريين.
ومن خلال الحملة اكتشف آلاف إصابتهم بفيروس سى بالصدفة وتم توجيههم إلى مراكز العلاج لتلقى العلاج مجانا، من خلال معهد الكبد أو مراكز منتشرة فى الجمهورية، التى تستقبل أعدادا كبيرة ويتم التعامل معهم بطريقة متحضرة، وبالرغم من الزحام فإن المئات حصلوا على العلاج وتمت متابعتهم.
كما أعلن الرئيس عن مبادرة للكشف عن الفيروس الكبدى وعلاجه فى أفريقيا وهى خطوة تدعم نجاح المشروع المصرى داخليا. كل هذه الخطوات تؤكد أن مواجهة الأمراض الخطرة تتم بالإرادة أولا والجدية، وهو ما تحقق حتى الآن فيما يتعلق بالفيروس، لكنه يظل بحاجة إلى المتابعة فيما يتعلق بأمراض مزمنة وخطيرة مثل الضغط والسكر، خاصة لآلاف الفقراء من الرجال والنساء ممن يتم الكشف عليهم لكنهم لا يعرفون خطوات الحصول على الأدوية.
ربما يتطلب الأمر نظاما تقوم به مكاتب الصحة لإصدار بطاقات علاجية للسيدات والرجال الفقراء حتى يمكنهم الحصول على أدوىة الضغط والسكر مجانا، مثلما يتم مع الفيروس الكبدى. لأن هناك فقراء لا يكونون قادرين على شراء الدواء، الأمر الذى يعرضهم للخطر، بينما مبادرة الرئيس 100 مليون صحة فى الأساس هدفها توصيل العلاج لغير القادرين، وهو ما يتطلب تطوير عمل الوحدات الصحية من خلال قواعد المعلومات التى تتوفر فى الفحص ليكتمل العلاج للأمراض المزمنة مثلما هو مع أدوية الكبد.
لقد كان هدف تطوير البرنامج ليشمل مع الفيروس، السمنة والسكر والضغط، هو علاج غير القادرين، من أمراض تمثل خطرا على صحتهم، والبرنامج يوفر قاعدة معلومات لأول مرة لأغلبية المصريين ونسبة الإصابة، ويمكن أن تتوفر طريقة للتواصل مع المرضى وتوفير العلاج لغير القادرين، وهى خطوة تدعم هذه المبادرة وتحقق هدفها، بالوصول إلى هؤلاء الذين لا يمكنهم شراء العلاج. وربما يتطلب الأمر حملة لتوعية المرضى بأماكن الحصول على العلاج مثلما يحدث مع علاج الفيروس.