سرعان ما تحول تدفق الحزن من جميع أنحاء العالم عندما التهمت ألسنة النيران كاتدرائية "نوتردام"، فى باريس، إلى تصميم على إعادة البناء، ففى غضون أقل من 48 ساعة وصل حجم التبرعات الخاصة بإعادة بناء الكاتدرائية إلى نحو 1 مليار دولار.
فمع استيقاظ العالم صباح الثلاثاء، على اخبار الدمار الذى خلفه حريق احد أهم معالم باريس ورمز هويتها على مدار قرون، تدفقت التبرعات ورسائل الدعم على فرنسا من جميع أنحاء العالم. وتعهدت ثلاثة من العائلات الثرية فى فرنسا من بمبلغ إجمالى قدره 500 مليون يورو لصندوق إعادة البناء.
تعهد مالكو شركات LVMH Group وKering وL’Oreal بالنصيب الأكبر من التبرعات، فوعدت شركة LVMH ورئيسيها التنفيذى بدفع 200 مليون يورو وهو نفس المبلغ الذى تعهدت به عائلة مايرز المالكة لشركة لوريال، ذلك جنبا إلى جنب مع تبرع الملياردير الفرنسى فرنسوا هنرى بينو، زوج الممثلة سلمى حايك، بـ 100 مليون يورو.
وقالت عمدة باريس، آن هيدالجو، إن المدينة ستخصص مبلغ 50 مليون يورو، بينما تعهدت حكومة منطقة باريس الكبرى بتقديم 10 ملايين يورو.
لكن لم تتوقف التبرعات على الفرنسيين، إذ قالت مدينة زيجيد المجرية إنها ستتبرع بمبلغ 10 آلاف يورو لإعادة البناء، مذكّرةً بالمساعدة التى تلقتها من العاصمة الفرنسية بعد فيضان مدمر عام 1879. قال بيان صادر عن بلدية المدينة "قبل مائة وأربعين عامًا قدمت باريس المساعدة لإعادة بناء زيجيد بعد فيضانها الكبير، والآن بروح التضامن الأوروبى، تساعد زيجيد باريس".
كما شملت التبرعات بلدان أفريقية حيث قال آمون ندوفو الخامس، ملك سانوي فى جنوب شرق ساحل العاج، لوكالة فرانس برس: "أنا فى تشاور كامل الشيوخ، سنقدم تبرعًا لإعادة بناء هذا المعلم التاريخى". وقال "لم أستطع النوم لأننى انزعجت بشدة من صور النيران".
وأضاف الملك الإفوارى "هذه الكاتدرائية تمثل رابطة قوية بين مملكتى وفرنسا." وبحسب فرانس برس فإنه فى عام 1687، بعد أن أسس التجار الفرنسيون موطئ قدم فى المملكة الأفريقية، أرسل الملك ابنًه "أنيابا"، الذى كان يبلغ من العمر 15 عامًا آنذاك، إلى باريس كدليل على حسن نيته. تم أخذ الصبى إلى نوتردام، حيث قيل إن مشهد الكاتدرائية دفعه إلى الشعور بالنشوة الدينية.
وفى عالم الشركات، قدم بنك كريدي أجريكول الفرنسى 5 ملايين يورو، بينما تعهد المستثمر هنرى كرافيس بمبلغ 10 ملايين دولار. ومن المتوقع أن تزداد مساهمات الشركات، حيث تقول شركات كبرى مثل فينشى وميشيلان وبنك بي إن بي باريبا إنها تدرس كيفية المشاركة. وقالت شركة الخطوط الجوية الفرنسية إنها ستقدم رحلات مجانية للخبراء الذين سيتم إحضارهم ضمن عمليات إعادة بناء الكنيسة .
كما أعلن تيم كوك، المدير التنفيذى لشركة أبل، عن مساهمة شركته فى إعادة بناء الكاتدرائية التى تمثل رمز الأمل وتراثا ثمينا للأجيال فى المستقبل. ذلك فضلا عن إعلان شركات عالمية أخرى فى مجال الموضة ومستحضرات التجميل مثل شانيل وديور، عزمهم تقديم تبرعات جنبا إلى جنب مع أبرشيات كاثوليكية وبلدات ومدن صغيرة حول العالم.
وعلى الرغم من أن العديد من الخبراء يتوقعون أن عملية إعادة البناء ستستغرق أكثر من عقد، إلا أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قال إنه يريد الانتهاء منها خلال خمس سنوات، بما يتزامن مع أولمبياد باريس 2024.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة