يعرف العرب جميعا مدينة ليفربول الإنجليزية، يرددونها فى كلامهم، ويبحثون عنها على مواقع الإنترنت، وذلك لأن اللاعب المصرى الكبير محمد صلاح يلعب بين صفوف فريقها، بل إنه يقود هذا الفريق لصناعة الكثير من المجد، لكن كيف كان العرب يرونها قبل ذلك؟
وهنا نستعرض تجربة أحد الشخصيات العربية هو المهندس العربى محمد مكية (1904 – 2015) الذى كتب مذكراته بعنوان "خواطر السنين" وظهرت عن دار الساقى.
فى كتاب خواطر السنين للعراقى محمد مكية، يتحدث عن سفره فى ثلاثينيات القرن العشرين إلى إنجلترا للتعلم يقول:
"تركت لندن إلى ليفربول، عند بوابة العام الدراسى خريف 1936، أى بعد عام من الوصول إلى بريطانيا، كنت الأجنبى العربى الوحيد واسمى محمد بين جميع الطلبة، ففى منتصف الثلاثينيات من القرن الماضى كان التمييز واضحا بين الطالب الأجنبى والطالب الإنجليزى".
ويقول محمد مكية، كنت بين معشر طلبة سبقونى فى تعرفهم ومستواهم فى الفنون والعمارة، بل والتعاطى مع الحياة اليومية والمستوى الجامعى، حاولت قدر الإمكان تجاوز هذه الحواجز، وقد ساعدتنى سنة الحياة بلندن، التى أكثرت فيها من ارتياد صالات السينما، والمسارح، وزيارة قاعات المعارض، والحفلات الموسيقية، وصالات رقص الباليه، وما كان يقدم فى قاعة ألبرت هول الكبرى، إضافة إلى التعرف على الأدب الهزلى والأدب الشكسبيرى".
ويقول الكتاب "إن الجلوس فى قاعة المحاضرات لأول مرة والاستماع باللغة الإنجليزية ليس بالأمر الهين، لذا كانت الأشهر الأولى عبارة عن تهيئة لفهم كلام المحاضرين. وفى البدء، لم أكن أفهم من المحاضرة غير عنوانها، مع ذلك كنت مواضبا ومستمعا جيدا، كانت ليفربول من مدن شمال إنجلترا المهمة تختلف أجواؤها عن الأجواء اللندنية، فمجتمعها مجتمع عمالى حيث تتركز الصناعة فيها. وتمتاز كثافة الضباب بسبب مداخن المصانع، إلى جانب شيوع الفقر، الذى يفرض البساطة فى التعامل الاجتماعي، وبهذا فهى أكثر انفتاحا قياسا بلندن المحافظة".
ويتابع محمد مكية "عموما كنت أشعر بغربة أقل. ومن جانب آخر شأن ليفربول شأن المدن البريطانية الأخرى تحفل بمراكزها الترفيهية، وبوجود البارات المتميزة، التى تفتح بأوقات وتغلق بأوقات حسب القوانين، غير أن أهم ما بليفربول هو مينائها البحرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة