أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

في وداع العيون الآمنة والصوت الحلو جدا

الخميس، 18 أبريل 2019 04:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ويستجوبونه: لماذا تغني؟

يرد عليهم لأني أغني.

كهذا قال محمود درويش في إحدى قصائده، وهكذا فعل محمود الجندي في كل حياته.

انظر إلى عينيه الطيبة لتعرف من هو، هو مصري بدرجة تستعصى على الإنكار، ابن بلد، وابن حظ، وابن أصول، يحب الحياة بكل ما فيها "شقيان على دماغه" مجتهد بكل ما أوتي من قوة وصبر، يعمل بحب، يعمل بأمل، يعمل بصبر، وبين الحين والحين، يطلق الآهة عذبة نقية، يطلق الموال شجيا صافيا، يفتح الأبواب لسيد درويش الكامن في وجدانه، يخرج كل ما به من "زكريا أحمد" ورياض السنباطي ومحمد القصبجي، يتألق، يشع، يضيء، وينير، انظروا انظروا، ها هي البسمة على وجهه فدان، انظروا انظروا، هذا هو الإنسان.

مرة واحدة فحسب التقيت به منذ سنوات قليلة، كان جالسا في بيت الفنان الجميل فاروق الفيشاوي، وذهبنا إليه صحبة كبيرة، كان جالسا على كرسي بجوار مدخل الشقة، كان الإجهاد واضحا عليه، لكن شيئا ما في ملامحه يخبرك أنه بخير، شيء ما يقول يبعث في نفسك الأمان بنفس درجة القلق التي يرسلها مظهر الإجهاد، وعلى ما يبدوا فإن الإجهاد الذي كان يشعر به كان مقدمة لمرضه الذي سمعت عنه فيما بعد، لكنه كان في غاية السكون، أو قل في غاية الرضا.

جلسنا وتناقشنا وضحكنا، كان الفنان فاروق الفيشاوي منفعلا كالعادة، كانا منفعلون أيضا، نتحدث في السياسة، نتناقش ونختلف، ولا أتذكر أن "الجندي" دخل معنا في إحدى جولات النقاش هذه، لكني أتذكر جيدا أنه غنى، غنسى فسكتنا، غنى فانتشينا، غنى، فابتهجنا، غنى فنسينا كل ما كنا نتحدث عنه، نسينا مصر محل الخلاف، وتذكرنا مصر التي "قامت تعجن في الفجرية".

 

الله على حلاوة صوته، الله على السكينة التي تفيض من عينيه، الله على التسليم الجميل، الله الله يا جندي، الله الله يا محمود، هو هو في الشهد والدموع، أيقونة البهجة والجمال، أيقونة المصري الذي أكل أخوه حقه فأشعل الصراع بين الأبناء وأبناء الأبناء، هو الأقرب للقلب والأسرع في الوصول إلى الوجدان، هو الذي تحسبه أخوك أو أبوك، وتنتظره ليأتي في زيارة عائلية طويلة، لتسهروا في ليالي الصيف، يسرد لك النكات ويمتحنك في الفوازير ويترأس فريق الأطفال في لعبة الاستغماية، خلاوويص؟

لسه

 خلاويص؟

لسه،

لسه والله يا جندي.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة