للكتب حظوظ، بعضها يروج سوقه بسبب الحالة الجيدة للقارئ، لكن بعضها تتسع مساحة قراءته إذا حلت كارثة أو وقعت مصيبة، ومؤخرا وقع حادث أليم هو حريق كاتدرائية نوتردام التاريخية فى فرنسا والتى تجاوز عمرها الـ850 عاما، وبدأ الناس يتحدثون مرة أخرى عن رواية "أحدب نوتردام" للكاتب الفرنسى الكبير فكتور هوجو، لكن الأمر لم يقتصر على ذلك.
بعد ساعات من الحريق المدمر تصدرت الرواية الكتب الأدبية الأكثر مبيعا على موقع "أمازون" فى فرنسا، وبحسب وكالة "أسوشييتد برس" فإن الرواية التى وصفت الكاتدرائية كانت الأكثر مبيعاً فى فرنسا، الثلاثاء، بعدما سعى الفرنسيون لاقتنائها.
"أحدب نوتردام" الأكثر مبيعاً فى فرنسا بعد حريق الكاتدرائية
وتحتوى القائمة التى يتم تحديثها كل ساعة على ست طبعات مختلفة من الرواية، واحتلت طبعتان من الرواية المركزين الأول والثانى فى القائمة على التوالى، بينما جاءت طبعات أخرى من الرواية فى المراكز الرابع والسادس والسابع والتاسع.
وتحكى الرواية قصة قارع أجراس الكنيسة (كوزيميدو) المشوه بدنياً لكنه جميل إنسانياً ويقع فى حب الغجرية "أزميرالدا".
الفرنسيون يتحدون الإرهاب بـ"وليمة متنقلة" لأرنست همنجواى
فى 13 نوفمبر2015 شهدت باريس حادثا إرهابيا كبيرا، وبعدها رصدت سوق الكتب بيع كتاب واحد فى معظم المكتبات بجميع أنحاء المدينة وهو "وليمة متنقلة" للكاتب الشهير إرنست همنجواى.
ويشار إلى أن الكتاب يهدف إلى بعث رسالة حب إلى مدينة باريس، وقد ترجم الكتاب إلى اللغة الفرنسية تحت عنوان "باريس بتوقيت شرق الولايات المتحدة".
ونظراً لأهمية الكتاب أمر الناشرون أن يتم طبعه وتوزيعه فى مختلف المكتبات، فاحتل الكتاب المركز الأول فى موقع أمازون الفرنسى، باعتبار أن الكتاب يمثل رمزاً للتحدى، فى أعقاب الهجمات التى مرت بها باريس.
وفى بداية الكتاب يقول الكاتب أرنست همنجواى "إذا أتاك الحظ بما فيه الكفاية لتعيش فى باريس وأنت شاب، فإن ذكراها ستبقى معك أينما ذهبت طوال حياتك، لأن باريس وليمة متنقلة".
ويتحدث كتاب "وليمة متنقلة" عن مدينة باريس التى عاش فيها الكاتب أرنست همنجواى فى أوائل العشرينات كما لو كانت امرأة جميلة أغرم بها وحفظ خريطاتها وتضاريسها، تناول الكاتب قصة حياته فى باريس ما بين 1921-1926، وهى السنوات التى يسميها الفرنسيون بالحقبة الجميلة أو بسنوات الجنون، من خلال التسكع على شاطئ نهر السين، والوصول إلى مكتبة شكسبير لاستعارة الكتب واقتراض النقود من صاحبتها، مؤكدا أن باريس عاشت أجمل أيامها بعد الحرب العالمية الأولى، موضحا أن باريس كانت مقصدا للعديد من الحركات الفنية، والمدارس الأدبية، والمذاهب الفلسفية الجديدة.
ووصف "همنجواى" أن الخمس سنوات التى عاشها فى فرنسا كانت حالته المادية ليست ميسورة، موضحا أن الفقر لا يقف فى طريق محبة الحياة، كما أنه استطاع يدخل القارئ فى خفايا تجربة الروائى الشاب الذى يعشق الكتابة فى المقهى ساعات الصباح الباكر ليتفرغ بقية اليوم للتنزه فى بارس والالتقاء بأصدقائه الذين يشاركونه تجربة الكتابات الأولى.
كما يتحدث الكتاب عن الأدباء والفنانين والشعراء الذين كانوا يعيشون فى باريس فى تلك الأيام والذين ربطته معهم صلات مودة وصداقة، ولهذا قصدها للإقامة فيها كثير من أدباء إنجلترا وأمريكا مثل الشاعر الأمريكى الكبير عزرا باوند، والشاعر الأمريكى البريطانى تى إس إليوت صاحب قصيدة "الأرض اليباب" التى تعد نقلة نوعية كبرى فى الشعر الإنجليزى فى القرن العشرين، والروائى الإيرلندى جيمس جويس صاحب رواية "يوليسيس" التى توصف بأنها أعظم رواية فى الأدب العالمى فى القرن العشرين، والروائى الأمريكى الشهير سكوت فتزجيرالد، صاحب رواية "جاتسبى العظيم" أفضل رواية أمريكية فى القرن العشرين، والناقدة الروائية الأمريكية جيرتيتيود شتاين، والرسام الأمريكى باسين، والكاتب البريطانى فورد مادوكس فورد، وغيرهم كثير، فهذا الكتاب يشكل جنساً أدبياً جديداً فهو عبارة عن ذكريات سيرة ذاتية صيغت بشكل روائى.
كيف ساعد اختفاء أجاثا كريستى على شهرتها
تعد أجاثا كريستى (1890 ـ 1976) أشهر كاتبة للقصص البوليسية فى العالم، وكتبها هى الأكثر مبيعا، حيث بيع لها حتى الآن مليار نسخة باللغة الإنجليزية، ومليار بـ103 لغات أخرى ومنها العربية.
وهناك سبب مهم أضاف الكثير إلى شهرة أجاثا، ففى يوم 3 ديسمبر 1926 تشاجرت أجاثا كريستى مع زوجها الطيار أرتشيبولد كريستى، لأنه كان ينوى قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع عشيقته، وخرج غاضبا بعد أن أبلغها أن زواجهما قد انتهى.
أما هى فقد ألغت جميع مواعيدها وخرجت بسيارتها حاملة حقيبة واختفت، وأثار اختفاؤها قلق الحكومة الإنجليزية حينها، وحدثت سيناريوهات كثيرة منها أنها انتحرت، وتابعت الصحف ذلك، بينما كانت جالسة فى أحد الفنادق تتابع كل ذلك فى صمت.