تمثل مدينة جيرجين التابعة لمقاطعة باكش المجرية أهمية خاصة لدى سكان المجر نظرا لأن هذه المدينة الصغيرة تزود جمهورية المجر بالكامل بالكهرباء، حيث تم تأسيس مفاعل نووى بها منذ عام 1988، أى قبل 31 عاما، وينتج الآن نحو 50% من إجمالى الطاقة الكهربائية فى المجر، وقد تم بناؤه بمعرفة شركة روساتوم الروسية، وهو من طراز VVER - 440، ويتم الآن بناء وحدتين جديدتين بتكنولوجيا أكثر تقدما من طراز VVR-1200.
الحديث عن المفاعلات النووية الموجودة بمدينة باكش المجرية يزداد أهمية إذا ما عقدنا مقارنة بينها وبين مدينة الضبعة المصرية، التى تنتظر إنشاء محطة نووية عملاقة تضم 4 مفاعلات نووية حديثة من إنتاج شركة روساتوم الروسية، لذلك كان مهما أن نعرف تفاصيل هذه التجربة من كارولى روم هيانى عمدة مدينة جيرجين التابعة لمقاطعة باكش المجرية، الذى التقاه "اليوم السابع" عقب مشاركته فى منتدى اتوم إكسبو 2019 فى مدينة سوتشى الروسية.
فى بداية الحديث أكد هيانى أن وجود محطة نووية فى أى مدينة، فرصة كبيرة على كل المستويات، اقتصاديا واجتماعيا، بل أيضا على مستوى دعم المكان سياحيا والترويج له فى مختلف دول العالم، موضحا أن محطة باكش النووية تستقبل زيارات من مختلف المدن المجرية، ومن خارجها أيضا.
وأشار هيانى، لـ"اليوم السابع"، إلى أن المحطة النووية فى مدينته خلقت مئات فرص العمل للسكان، بل الآباء والأجداد الأوائل عندما أسسوها تأكدوا من أن أولادهم سيعملون بها اليوم، وسينظرون إليها باعتبارها مصدر للعمل، كما أنها توفر لهم الطاقة النظيفة، وتضمن حياة أفضل للأجيال المقبلة.
وأضاف عمدة مدينة جيرجين التابعة لمقاطعة باكش "فى تجربتنا مع المحطة النووية لم نلمس أى شىء سلبى على الإطلاق، بل كانت هذه المحطة دائما مصدر لفتح آفاق جديدة والتوسع نحو المزيد من الاستثمارات وفرص العمل، وتطور الحياة بشكل عام".
واستكمل "هناك مركز لوجيستى على نهر الدانوب فى المجر يتم بناؤه فى الوقت الراهن ومن المنتظر الانتهاء منه فى 2020 من أجل خدمة التوسعات الجديدة فى المحطة النووية، والوحدات الجديدة التى ستعمل بها قريبا".
واستطرد العمدة ، الذى يبلغ من العمر 34 عاما: لم أسمع خلال طفولتى عن أى شىء سلبى سببته المحطة النووية، بل كانت دائما مصدرا للخير للسكان المحليين وكذلك سكان المجر بشكل عام.
وردا على سؤال حول إن كان فى مدينته مدرسة لتعليم تكنولوجيا الطاقة النووية، على غرار مدرسة الضبعة التى تم تأسيسها قبل عامين، أكد أن لديهم مدرسة مماثلة تعمل منذ سنوات طويلة، ويلتحق خريجوها بالعمل فى المحطة النووية، بعد الحصول على التدريب والتأهيل الكافى خلال سنوات الدراسة، موضحا أن لهذه المدرسة دور كبير ينعكس على جودة العمل داخل المحطة النووية.
محرر اليوم السابع مع عمدة مدينة جيرجين التابعة لمقاطعة باكش
وحول النصائح التى يمكن تقديمها لمصر وإسكان مدينة الضبعة، التى تشهد بناء المفاعل النووى المصرى، قال إن أهم شىء فى هذه التجربة أن يكون هناك تخطيط وتحضير جيد، ويجب أن يكون المصريون على علم بأن هذا المشروع يخدم التنمية ويقدم إمكانيات كبيرة لدعم الاقتصاد والاستثمارات، ولا يوجد أى داع للخوف أو القلق منه، وكذلك أيضا يجب التخطيط لتطوير مدينة الضبعة، موضحا أن مستقبل هذه المنطقة سوف يتغير تماما خلال الفترة المقبلة.
وفى نهاية مقابلته مع "اليوم السابع" دعا كارولى روم هيانى المسئولين المصريين إلى زيارة مدينة باكش المجرية، والتعرف على ما حدث بها من تطور منذ إنشاء المحطة النووية حتى الآن.
يذكر أن هذه المقابلة تمت فى مدينة سوتشى الروسية، على هامش منتدى اتوم إكسبو 2019، الذى يعتبر أكبر تجمع لشركات الطاقة فى العالم، وتقيمه شركة روساتوم الروسية منذ عام 2009 بصورة منتظمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة