صور.. قصة "عم صموئيل" أقدم مصور جنائى بقنا شاهد على إرهاب التسعينيات.. ويؤكد: صورت الحادث الإرهابى أمام مجمع الألمونيوم.. و"نوفل" خط الصعيد استدعانى فى حفل زفاف ابنته وتركت وصية لعيالى لو مرجعتش

يلعب المصورون دوراً كبيراً فى حياة الشعوب ، فمنهم من يكون مصوراً للمشاهير من رؤساء وشخصيات سياسية ومنهم من يكون مصورا للفنانين، لكن هناك مصورون آخرون يقفون خلف الكواليس ويلعبون دوراً فى مساعدة رجال الأمن فى كشف أصعب القضايا الجنائية.. "عم صموئيل قديس" واحد من أهم المصورين الذين كانوا شاهدين على الحوادث الإرهابية التى ارتكبها المتطرفون فى الصعيد.

أمتلك "عم صموئيل قديس" أقدم محل للتصوير فى محافظة قنا وتحديداً بمركز نجع حمادى شمال المحافظة، امتهن تلك الشغلانة وهو فى سن صغير وكانت بدايته مع تصوير قداس الأقباط فى كنائس المحافظة، حتى قرر أن يقوم بشراء كاميرا تساعده فى تحقيق موهبته التى كان يهواها منذ سنوات الصغر، حتى تمكن من إنشاء استوديو صغير تحول بعدها إلى محل أكبر الاستوديوهات الموجودة فى المحافظة.

شهرة عم صموئيل بدأت مع استدعائه من نواب البرلمان فى التسعينات حيث كان يستعين به النواب لتصوير جولاتهم مع الوزراء الذين يزرون قنا ومحافظات الصعيد ، كان من أشهرهم الراحل عبد الرحيم الغول، مهارته فى التصوير دفعت مديرية أمن قنا والنيابة العامة بقنا فى أن يكون المصور الخاص لهم أثناء تمثيل المتهمين لكافة الجرائم التى ارتكبوها بعد ضبطهم، وعدم إفشائه لتفاصيل القضايا جعل يقوم بتلك الدور منذ حوالى 42 عاماً يتنقل بين القرى ليقوم بتصويره العناصر التى ارتكبت جرائم تنوعت الدوافع فيها بين الميراث المشاجرات والقتل لأغراض السرقة.

يحكى "عم صموئيل قديس" حكاياته مع أصعب الحوادث التى قام بتغطيتها، قائلاً: "منذ سنوات أعمل فى مهنة التصوير، وخاصة فى مناسبات الكنيسة، تحولت بعدها لاستدعائى من جانب النواب ومديرية أمن قنا لتصوير المتهمين أثناء تمثيل الجريمة، كانت مقتل شاب قبطى خلال التسعينات لأنه كان الابن الوحيد لأمه وذهبت لتصوير جثمانه".

وأضاف عم صموئيل: "كان الحادث الأصعب الذى قمت بتصويره هو الحادث الإرهابى أمام مجمع الألمونيوم بنجع حمادى، حيث كنت المصور الوحيد الذى أمتلك كاميرات للتصوير فى مركز نجع حمادى وكان فكرة استدعاء مصورين من خارج المحافظة شىء صعب لأن مركز نجع حمادى كانت المواصلات فيه ضعيفة ليلاً منذ عشرين عاماً".

وتابع: "أتذكر حين أرسل نوفل سعد الدين ربيع الشهير بـ"خط الصعيد" عددا من رجاله لاستدعائى لتصوير حفل زفاف كريمته"علا" فى قرية حمردوم، وبعدها استدعانى الأمن وقتها اللواء أيمن فتحى رئيس المباحث فى ذلك الوقت وطلب منى تصوير كافة الحاضرين فى الفرح لأنه كان هناك العشرات منهم مطلوبين فى قضايا جنائية، إلا أننى رفضت وقتها لأنها ليست من أخلاقى رغم أنهم مجرمون لأنى ذهبت لتصوير الفرح والعروسين فقط".

وأضاف: "اللواء أيمن فتحى رئيس المباحث طلب منى إرسال مخبر متنكر معى فى الفرح ليعرف الشخصيات التى ستحضر الفرح، فأخبرته أن الحكومة تأتمنى على تصوير المتهمين ومخنش أكل عيشى الأساسى وهو التصوير"، و أن خط الصعيد عرف برفضى مساعدة الأمن فى تصوير الحضور وشكرنى على أمانتى رغم خلاف لما أقوم بارتكابه فى ذلك الوقت".