الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا.. بناء المنازل والفنادق والمنتجعات السياحية من "الكرشيف".. واستخدام الطين الممزوج بالملح بدلا من الأسمنت والطوب والمبانى معظمها من طابق واحد.. صور

الأحد، 21 أبريل 2019 05:00 ص
الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا..  بناء المنازل والفنادق والمنتجعات السياحية من "الكرشيف".. واستخدام الطين الممزوج بالملح بدلا من الأسمنت والطوب والمبانى معظمها من طابق واحد.. صور الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا
مطروح – حسن مشالي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتميز واحة سيوة، بطابعها المعمارى البيئى والتراثى الفريد، حيث يتم الحفاظ على الطابع المعمارى القديم، ويتم بناء المنازل والمنشآت العامة والخاصة، بما فى ذلك الفنادق والمنتجعات السياحية، على نفس النسق والطابع المعماري،  باستخدام مادة الطين الممزوج بالملح والذى يطلق عليه اسم " الكرشيف"باللهجة السيوية، وتميزت الواحة باستخدام هذه المادة دون غيرها، وهذا ما حافظ على طابعها المعمارى والتراثي، والتى دعمته الدولة بقرارات رسمية بالالتزام بالطابع البيئى للواحة.

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (1)

تشابه المنازل

وتتشابه منازل الواحة، من حيث الشكل والمواد المستخدمة، ومعظمها من طابق واحد أو طابقين، وفى حالة إنشاء بعض المبانى بمواد البناء الحديثة يتم عمل واجهاتها على نفس النسق المعمارى وباستخدام مادة " الكرشيف"، مع الالتزام بنفس الارتفاعات.

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (2)

أكد محمد عمران مسئول جمعية سيوة تنمية المجتمع وحماية البيئة، أن من أهم ما يميز واحة سيوة، وحدة الطابع للعمارة السيوية، واستخدام  مادة الكرشيف، وهى مزيج  من الملح  والطين يتم جلبها من البحيرات الملحية بالواحة، أو الطبقة القشرية للأراضى غير المستصلحة.

وأكد، أن سبب اختيار السويين القدماء لمادة الكرشيف، لتميزها بخصائص تتناسب والبيئة المحيطة، والعوامل الجوية والمناخ الحار جدا صيفاً والدافئ شتاءًا ، حيث تحافظ المواد المستخدمة فى البناء على درجة حرارة  المبنى صيفًا وشتاءً.

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (3)

ويستخدم السيويون، على مر مئات السنين، مادة الكرشيف فى البناء، ومازالوا يستخدمونها فى البناء حتى الآن، رغم تطور مواد البناء ومواد الطلاء، لكن الأهالى يفضلون الخامات البيئة، وهناك العديد من المنتجعات السياحية قد بنيت بنفس النمط، وكذا بعض المنشآت الحكومية مثل فرع بنك القاهرة ومتحف البيت السيوى ومركز سيوه للتوثيق الحضارى والطبيعى والمبنى الإدارى لمحمية سيوة الطبيعية.

واستمرارا لجهود الدولة، فى الحفاظ على الطابع البيئى والتراثى السياحى لواحة سيوة، وجه اللواء مجدى الغرابلى محافظ مطروح، بالعمل على ظهور سيوة بالشكل اللائق بها حضاريًا وثقافيًا وتاريخيًا، وتنفيذ أعمال التطوير اللازمة، وعمل بوابة لمدخل المدينة تحمل طابع الواحة المعمارى باستخدام مادة الكرشيف والطفلة وجذوع النخيل وهى العناصر المعمارية البيئية بسيوة.

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (4)

المشروع الأثرى البيئى

كما يجرى  حاليا تنفيذ المشروع الأثرى البيئي،  لترميم وإحياء قلعة شالى القديمة، التى تتوسط الواحة، حيث تم تنفيذ أعمال الترميم وإعادة تأهيل المسجد القديم وجارِ ترميم وتأهيل السور  عدد من المبانى  الأثرية داخل حصن شالى القديم، تضم مركز الأمومة والطفولة ومتحف الأرض و5 نماذج  للعمارة السيوية، باستخدام مادة الكرشيف.

وشهدت الفترة الماضية، توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الآثار والمركز الثقافى البريطاني، لإنقاذ ما تبقى من حصن  ومدينة شالى القديمة، وإقامة ما تهدم منها وترميم مبانيها، والتى تقع على ربوة عالية وسط مدينة سيوة، والحصن وبيوت مدينة شالى القديمة مبنية بالكامل بمادة الكرشيف منذ مئات السنين، وتم إسناد عملية الترميم لشركة متخصصة فى المعمار البيئي، وبدأت تنفيذ مشروع ترميم وإنقاذ شالي.

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (5)

ولجأت الشركة المنفذة للمشروع، إلى حمزة حسين محمد شيخ البنائين فى واحة سيوة، والذى استعانت به سابقاً فى انشاء منتجعات سياحية على الطراز البيئي، ليشارك ويرأس البنائين فى ترميم وإقامة شالى من جديد.

أكد حمزة حسين محمد، لـ "اليوم السابع"، أنه عمل منذ صغره مع معلمين فى بناء الكرشيف لمدة 35 سنة، و أنه علم المهنة لعدد كبير من أهالى الواحة، وأنه شارك فى بناء أكثر من 150 منزلا بلإضافة لقصر ثقافة سيوة، وكثير من المبانى االعامة الأخرى، وأنه يعمل حاليا فى إعادة بناء شالى القديمة، كما شارك فى ترميم مسجد"تط ندي" الأثرى الذى افتتحه وزير الآثار ووزيرة السياحة ومحافظ مطروح، فى شهر أكتوبر الماضي.

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (6)

قلعة ومدينة شالي

يذكر أن قلعة ومدينة شالى القديمة تقع وسط واحة سيوة، ومقامة على مساحة 10 أفدنة،  ومن المقرر إنهاء أعمال ترميمها  خلال فترة من 3 إلى 5 سنوات، وتتضمن أعمال الترميم إزالة الأنقاض المتهالكة من المنازل القديمة بالقلعة، وفتح الشوارع والأزقة والممرات واستكمال المنازل والمبانى المتهدمة، باستخدام نفس مادة البناء وهى مزيج من الطين والملح ويطلق عليه باللغة السيوية " كرشيف "،   وذلك لتتماشى أعمال الترميم مع الطابع المعمارى البيئى للقلعة.

وتعد مدينة "شالي" القلعة القديمة من أشهر معالم سيوة الأثرية، والتى لا يوجد لها مثيل فى مصر أو العالم، وتم إنشائها أعلى جبل شالى ليزيد من تحصينها وحماية سكان الواحة قديماً من أى هجوم ومحاطة بسور  يسمى"الباب إن شال" بمعنى "باب المدينة"، وفى الجهة الشمالية من السور يوجد الجامع القديم، الذى تم ترميمه وافتتاحه مؤخراً.

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (7)

وتعد شالى من أهم المواقع الأثرية الإسلامية بالصحراء الغربية ، ويعود تاريخ إنشائها 1203 ميلادية، وبدأ السكان فى هجرها  عام 1820، إلى أن تركوها بشكل نهائى عام 1926، بعد سقوط أمطار غزيرة تسببت فى تهدم معظم مبانيها.

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (8)
 

 

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (9)
 

 

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (10)
 

 

الطراز المعمارى لواحة سيوة يميزها بيئياً وسياحيا (11)
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة