رحل اليوم، الأحد، المترجم والناقد الكبير بشير السباعى، عن عمر ناهز 75 عاما، تاركا إرثا ثقافيا وإنتاج غزير من الترجمات الروسية من أهم مترجمات المكتبات العربية، حيث نقل الراحل عن الروسية والإنجليزية والفرنسية نحو سبعين عملاً إبداعيا وفكريا.
وكان آخر ما نشره الراحل، على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بتاريخ 19 أبريل الحالى: "الشىء المشترك بين المتطرفين الإسلامجية ومستشرقى القرن التاسع عشر هو تصور أن الإسلام لا تقوم له قائمة إلا بوصفه دينا ودولة!".
ولعل التدوينه الأخيرة المترجم الراحل، ما نسب عن اعتراف المتشرقون الغربيون عن اعتبار الإسلام دين ودولة، فبحسب كتاب "أثر استقلال القضاء عن الحكومة في دولة القانون: دراسة دستورية مقارنة " للدكتور عدنان عاجل عبيد، فأن كثير من المستشرقون واالباحثون فى الغرب، منهم الباحث "ارنولد" فى كتابه المعروف بـ"الخلافة" طبعة 1924م، يقول فيه أن الرسول محمد (ص) كان رئيسا للدولة ورئيسا دينيا له الهيمنة على السلطة السياسية ويقوم بتعين جباة الضرائب والزكاة.
وكان قبلها قد علق على حريق كنيسة نوتردام الفرنسية، بتاريخ 16 أبريل الحالى، قائلا: " بالطبع ، سيحاول الهمج المعاصرون، أتباع المهندس الرومانى فيتروفيوس، إعادة بناء الكاتدرائية، لكنها لن تكون أبدًا الكاتدرائية التى احترقت.. خسارة".
و فيتروفيوس، هو مهندسا معماريا، وكاتبًا لاتينيًّا، كان المسؤول عن آلات الحرب فى عهد يوليوس قيصر والقيصر أغسطس، كان قد صمم وبنى كاتدرائية فانو، كتب قواعد الهندسة المعمارية باللاتينية بعشرة كتب ُسميت دى اركيتيتورا "De architectura" التى اتبعت حتى نهاية القرن التاسع عشر.
وكان قبل تدوينة الكنيسة الفرنسية، كتب تدوينة أخرى خاصة بالحملة الفرنسية على مصر، قائلا: " وعندما وصل جنود ديزيه إلى معبد الكرنك، رموا بنادقهم على الأرض وصفّقوا لصنيع المصريين الجمالى الرائع".
وديزيه، هو قائد وجنرال عسكرى فرنسى، كان قائد القوات الفرنسية فى الصعيد، أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م.
والراحل بشير السباعى، من مواليج 15 يناير 1944م بالشرقية، وهو شاعر وناقد ومترجم مصري، نقل عن الروسية والإنجليزية والفرنسية نحو سبعين عملاً إبداعيًّا وفكريًّا، حصل على درجة الليسانس من كلية الآداب - جامعة القاهرة - قسم الدراسات الفلسفية والنفسية (1966)، وحصلٌ على جائزة أفضل الملمين بالروسية وآدابها من المركز الثقافى السوفيتى بالقاهرة (1971)، كنا توج بجائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب 1996، عن أفضل ترجمة عربية عام 1995، حصلٌ على جائزة مؤسسة البحر المتوسط للكِتاب (2007)، وحصل على جائزة رفاعة الطهطاوى من المركز القومى للترجمة (2010).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة