هدفنا توطين صناعة الحسابات فى مصر كمشروع قومى
بلدنا تستحق الكثير و لن تعدم وسيلة و لن تفتقر للخبرات
تصميم أول حاسب تعليمى مصرى هى أخر نجاحاته وانجازته التى أعلن عنها، بعد نجاحه فى تصميم أول حاسب مصرى للأقمار الصناعية، إنه العالم المصرى محمد محمود إبراهيم الأستاذ الدكتور بكلية الهندسة جامعة الفيوم وكبير مهندسين بشركة يابانية كبرى، وأحد رواد مؤتمرات "مصر تستطيع"
ويعد الدكتور محمد محمود حاصلا على الدكتوراه فى هندسة نظم حاسبات الأقمار الصناعية بجامعة كيوشو باليابان، وأول مصرى يصمم نظاما متعدد المعالجات على مصفوفة البوابات المبرمجة حقليا ويختبره بمفاعل نووى باليابان.
وفور إعلانه عن تصنيع أول حاسب تعليمى مصرى، كأحد نتائج مؤتمرات مصر تستطيع التى تنظمها وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، حرص "اليوم السابع" على لقاء كبير مهندسى شركة يابانية كبرى ابن النيل، والذى كشف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" عن كواليس تصنيع أول حاسب تعليمى مصر .
وفى بداية حديثه كشف العالم المصرى محمد محمود، عن أن تصميم أول حاسب تعليمى مصرى هدفه فى المقام الأول أن يكون حاسب تعليمى لتعليم تصميم هندسة الحاسبات المتقدمة لطلبة كليات الهندسة فى مصر.
وعن بداية العمل على تصميم أول حاسب تعليمى، أوضح العالم المصرى، أن البداية كانت فى مؤتمر مصر تستطيع بأبناء النيل الذى عقدته وزارة الهجرة فى الأقصر فى 2018 حينما أعلن وقتها تصميم أول حاسب قمر صناعى، قائلا: "اللى يقدر يعمل حاسب لقمر صناعى قادر على عمل حاسبات لها قاعدة أوسع من الاستخدام"، لافتا إلى أنه منذ ذلك الوقت وتم العمل على تصميم حاسب تعليمى لطلاب كليات الهندسة وذلك للمرة الأولى التى يتم فيها هذا التصميم فى مصر.
وأشار العالم المصرى محمد محمود، إلى أنه يتم تزويد ودعم هذا الحاسب بمجموعة مناهج متقدمة ومناهج أساسية كمعماريات الحاسب ومعالجة التصميم المنطقى، والهدف الأساسى من هذا التصميم اكساب طلاب كليات الهندسة مهارة تصميم الهارد وير وليس فقط برمجته.
وأكد محمود، أن هدفنا أن يكون هناك صناعة للحاسبات فى مصر فى إطار المشروع القومى لتوطين صناعة الحاسبات فى مصر، لافتا إلى أنه سيكون لذلك عائد كبير من تخفيف الضغط على الاستيراد وامتلاك المعرفة فى صناعة الحاسبات، قائلا: "هنصمم بوردة واثنين وثلاثة منتجات مصرية قريبا بالكامل".
وكشف الدكتور محمد محمود، إن الحاسب التعليمى الذى تم تصميمه سيستخدم فى التعليم والتطبيقات الخاصة بالذكاء الاصطناعى والرؤية بالحاسب وتحليل البيانات، ويعتمد فى تصميمه على رقاقة Zynq-7020، مشيرًا إلى أنه يختلف تمامًا عن حاسب القمر الصناعى حيث إنه متخصص فى التوجيه والتحكم ويستخدم رقاقة Virtex5LX50
وكشف كبير مهندسى الشركة اليابانية، أنه يستهدف من ذلك تعميم الحاسب والمناهج فى الجامعات المصرية من خلال بوابة المقررات الإلكترونية بالمجلس الأعلى للجامعات، لافتا إلى أن هناك مبادرة من الدكتور أشرف رحيل، القائم بأعمال رئيس جامعة الفيوم، بإقامة معمل باسمه فى الجامعة لتصميم الحاسبات ومنح مليون ونصف كبداية لتمويل هذا المشروع.
وأشار العالم المصرى، أن فكرة الحاسب وتصميمه ملكية فكرية كاملة مصرية، لافتا إلى أن طلاب هندسة الحاسبات لديهم ميل أكثر للبرمجة وفى كثير من الأحيان لا نستطيع التفرقة بين طالب كلية الحاسبات وطالب قسم الحاسبات بكليات الهندسة، فطالب كلية الحسابات الأساس فى عمله علوم الحاسب والبرمجة، وأما طالب كلية الهندسة فدوره أن يكون قادر على تصميم الحاسب "الهارد وير" وهذا يتم ولكن على نموذج ونطاق ضيق .
وعن تكلفة هذا النوع من الحاسب، كشف العالم المصري الكبير أن هذه النوعية من الحواسب يستخدم فى تصميمها مكونات خاصة ويصل سعره التجارى لـ10 آلاف جنيها، ولو حاولنا استيراد مثل هذا النوع بنفس الإمكانيات قد يصل السعر لحوالى 25 ألف جنيها .
وقال: "هدفنا يكون عندنا توطين لصناعة الحسابات فى مصر وهو مشروع قومى ونطمع ونسعى لانتاج أشكال حوسبية متعددة ونسير فى الطريق وهدفنا منتجات مصرية قادرة على توفير الاحتياج الداخلى وقادرة على المنافسة".
وحول عدم ثقة المواطن المصرى فى المنتج المصرى، رد قائلا: "هذا الحاسب مش نازل للمستهلك العادى ولكنه يستهدف طلبة كليات الهندسة وأقول للمستهلك المصرى احنا بنشتغل بخطوات علمية بنشتغل من الجامعة وبنعلم ولادنا عشان نخرج منتجات مختلفة وأنت بنفسك هتطلب المنتج المصرى لما تشوفه".
وأكد أن الدولة المصرية تسعى بكل أجهزتها لإحداث التغيير، وأن هناك رغبة حقيقة لإحداث تغيير قوى على الأرض وأضاف : بلدنا تستحق أن يكون لها شأن فلن تعدم وسيلة ولن تعدم خبرات"، مشيرًا إلى أنه شعوره بالتغيير الحقيقى بالدولة كان سبب فى العودة مرة أخرى ودعم صناعة الحاسبات فى مصر بخبراته، لافتا إلى أنه يقضى 6 أشهر فى اليابان و6 أشهر فى مصر لخدمة وطنه الأم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة