"يارب خلصنا".. هكذا هتف أهالى أورشليم وهم يستقبلون المسيح فى يوم أحد الشعانين حين استقبلوه كمنتصر عظيم، فى تلك المناسبة ترفع الكنائس صلوات القداس، حيث يحتفل ملايين الأقباط بهذا اليوم.
وفى كنيسة السيدة العذراء بالدقى، ترأس القمص سلوانس ذكرى صلوات قداس أحد السعف وسط حضور مئات من شعب الكنيسة بينما تزينت أستار هيكل الكنيسة بصلبان السعف وصنع الأطفال من السعف وجريد النخل أشكالًا وتيجان وأساور.
وقال القمص سلوانس فى عظة القداس: "المسيح حين دخل أورشليم بكى عليها، وقال الآية(بيتي بيت صلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص)".. مضيفًا: الشيطان يجعل الإنسان ينشغل بالماديات فالمسيح لم يقل مأوى لصوص بل مغارة مكان يختبئ فيه اللصوص حيث نخبئ الخطايا بمنظر جيد".
وتابع القمص سلوانس: "قال المسيح لشعبه أجمعك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، متساءلًا: كم مرة أرسل الله لنا صوت يطلب عودتنا إليه تعالى إلى معى سلامك وعندى فرحك وتجاهلنا كل ذلك.. الله الذى خلقك بدونك لا يخلصك بدونك، لن يتم خلاصك إن لم ترد ذلك".
واستكمل: أدخل قلوبنا يا الله مثلما دخلت أورشليم فحين نظر المسيح لمن يجلسون فى الهيكل كانوا يبيعون ويشترون، فقد كان الكهنة يبيعون القرابين التى تقدم للهيكل، فنظر المسيح وتساءل هل هذا بيت الله؟ أمام جنود الرومان ووقف أمامهم كمن له سلطان وقد كان المسيح منتصرًا.
وأشار كاهن كنيسة العذراء إلى أن أعظم أمنية لدى أى يهودى أن يصلى سفر فى أورشليم، ولكن اليوم هناك فصح جديد بدأ بوجود المسيح الذى يحمل خطايا العالم كله.
فيما ترأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداس أحد السعف اليوم بدير الأنبا بيشوي بوادى النطرون وسط حضور رهبان الدير وآباء المجمع الكنيسة.
طقوس شعبية في أحد السعف
وعن هذا العيد يقول الدكتور مينا بديع عبد الملك، عضو المجمع العلمى المصرى، إن أحد السعف أو «الشعانين»، هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة، ويمثل ذكرى دخول االسيد المسيح مدينة أورشليم، ويسمى أيضا أحد السعف أو الزيتونة، لأن أهالى القدس استقبلت السيد المسيح بالسعف والزيتون المُزيَّن، وفرشوا ثيابهم وأغصان الأشجار والنخيل تحته، وهم يصرخون: "خَلِّصنا.. مبارك الآتى باسم الرب".
وتابع فى تصريحات خاصة: إلى الآن يستخدم السعف فى تزيين أغلب الكنائس فى هذا اليوم، وترمز أغصان النخيل إلى النصر ، أى أنهم استقبلوا السيد المسيح كمنتصر.
وعن الطقوس الشعبية لأحد السعف، قال: فى القرى يتم تعصيب الأيدى والرؤوس بالسعف، وتُغزل سيقان السعف على هيئة شبكة توضع فيها القُربانة الصغيرة التى يتم إحضارها من الكنيسة، ويكون الجميع فى فرح عظيم.
تصلى الكنائس الأرثوذكسية طقس أحد الشعانين، بالقداس العادى وتستخدم اللحن "الفرايحى" ثم ترفع صلوات البخور باكر مع ما يعرف بدورة الصليب، وفى نهاية القداس يصلى طقس التجنيز العام، أحد طقوس أسبوع الآلام.
فى أسبوع الآلام فإن الكنائس لا تصلى على المتوفين بالصلوات المعتادة باقى العام، ولكنها تصلى بصلوات "أسبوع البصخة المقدسة" ليوجه الجميع مشاعرهم نحو آلام المسيح فى هذا الأسبوع.
فيما يفترش باعة سعف النخيل ساحات الكنائس ومحيطها، ويتفنن الأقباط فى صناعة أشكال مختلفة من سعف النخيل مثل الخواتم والقلادات والصلبان.