فى ظل المناداة بتشجيع الأطفال على القراءة منذ الصغر، مما ينمى لديهم الوعى والارتباط بالثقافة والانفتاح على العالم، وفى ظل التطور التكنولوجى الذى تعيشه المجتمعات، توجهنا بسؤال إلى الناشرين المشاركين فى مهرجان الشارقة القرائى للطفل، بدورته الـ11، هل معارض الكتب للطفل السبيل الوحيد للناشر فى تسويق كتب الأطفال، وهل هناك أزمات تعطل مسيرة الترويج تلك الكتب؟
قال أحمد عبد المنعم، مدير مؤسسة حورس الدولية، إن أكبر أزمة تواجه تسويق كتب الطفل هو تراجع المؤسسات الحكومية عن اقتناء الكتب، حيث كان الناشر يعتمد بشكل أساسى على التسويق للكتاب من خلال المؤسسات الحكومية، مثل وزارة التربية والتعليم، ومكتبة قصور الثقافة.
وأوضح أحمد عبد المنعم إن هناك سبلا للخروج من الأزمة أولها معارض الكتب الدولية والمحلية، والمكتبات الفرعية، لأن ذلك يتيح لأولياء الأمور اقتناء إصدارات لأولادهم، ولذلك ننادى بعمل معارض دولية للطفل فى جميع الدول العربية.
وقال خالد أحمد قبيعة، مدير دار الراتب الجامعى، إن أزمة تسويق الكتب بدأت منذ 2011، مع إطلالة الربيع العربى، وصارت تتراجع عاما وراء عام، مما أدى إلى ابتكار عمليات جديدة بالتوزيع، فهناك متخصصون بالكتب المدرسية، فأصبحوا يوجد توجيه لمعارض المدارس، ويحاولون خلق نشاط مع المدارس وفعاليتها، كما يوجد انتقال أصحاب الرواية لابتكار الطريقة السمعية، وبالإجمالى اعتمد الناشر على نفسه أكثر من العادى.
وأوضح خالد أحمد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الناشر شعر بأنه فى أزمة لضعف تسويق كتب الطفل، فقام بابتكار مخارج تساعده على مقاومة تلك الأزمات، وللحفاظ على صناعة النشر، ومنذ 2011 وحتى 2019 ترسخت أشياء جديدة، مما أعطت للناشر دفعة للابتكار والمشاركة بالمعارض الدولية التى تساعد على التسويق بشكل كبير، ولا غنى عن المعارض بشكل أساسى التى تعتبر المخرج الأساسى وقد يكون الوحيد لإنقاذ الناشر.
وقالت الدكتور هالة حسن، مدير مؤسسة كتابى للنشر والتوزيع، إن إبرز الأزمات التى تواجه كتاب الطفل بشكل عام هى التكنولوجيا التى بدأت تأخذ الأطفال تجذب الأطفال بشكل ملحوظ، فنجد الطفل يقتنى لعبة ولا يقتنى كتاب.
وأوضحت الدكتورة هالة حسن: نحن نحاول أن نتغلب على ذلك بمراعاة جودة متميزة خلال صانعة الكتاب، تحتوى على ألوان وقطع يجذب الطفل، حتى يشعر الطفل بحالة من الإشباع عندما يقتنى كتاب، كما أن هناك أزمة أخرى تواجه سوق الكتب، وهى وجود منافسة للسوق العام للكتاب، مثل ألعاب الأطفال، فإذا كان هناك معرض يحتوى على أجنحة خاصة للألعاب الأطفال، فمن الطبيعى أن ينجذب الطفل على اللعبة ويترك الكتاب، وبالتالى هذا جزء يقف فى عرقلة مسيرة التشجيع على القراءة.
وأشارت الدكتور هالة حسن إلى أن هناك بعض الأهالى لا يهتموا بتربية أطفالهم على حب القراءة، ويفضلون أن يقتنى طفلهم كتاب تعليمى ويترك القصص، وبذلك لا ينمو بداخلهم حب الثقافة والقراءة بشكل عام، فإذا أردنا أن ننشئ الطفل على التعددية فى اقتناء الكتب، فذلك يساعده على تنمية وعيه الثقافة، ويوجد لديه ارتباط حقيقى بالكتب.