يقول كتاب (الإرهاب .. الجذور والمظاهر وسبل المكافحة" لـ الهاشمى ناصر، والصادر عن دار الحامد، تعيش المنظومة الدولية تفككا فى الوحدات، وتمظهرت عناصر الصراع فى بعض النظم الدولية فى شكل تصدعات اجتماعية واستعمال مفرط للعنف، وبروز جماعات راديكالية تدعو للعنف والإرهاب، وفى ضوء ما سبق أخذ "الإرهاب" صبغة فوق قطرية، تجاوزت الدولة الواحدة والأقاليم المحددة وانتشر صداها وتداعياتها على المنظومة الدولية ككل.
ويستعرض الكتاب عددا من تعريفات الإرهاب منها:
يعرف الإرهاب لغة بأنه "الترويع وإفقاد الأمن بمعناه الأوسع بهدف تحقي منافع معينة).
فيما يعرف الإرهاب دوليا بأنه (اعتداء يصل إلى حد العمل الإجرامى، ولكن المستهدف بهذا الإرهاب وطبيعته السياسية هو الذي يفرق فى الطبيعة القانونية لهذا العمل بين الجريمة السياسية والجريمة الإرهابية).
من جهة أخرى يعرف علم الاجتماع السياسى الإرهاب بأنه (كل تصرف أو سلوك بشرى ينزح إلى استخدام قدر من القوة القسرية بما في ذلك الإكراه والأذى الجسدى والاستخدام غير المشروع للسلاح ولآليات التعذيب التقليدية والحديثة المخالفة لحقوق الإنسان الأساسية التى أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية فى التعامل مع إدارة العلاقات الإنسانية، بما فى ذلك الاختلافات فى المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بهدف تحقيق غايات فى تلك المجالات تتراوح بين الإخضاع والضغط والتعديل والتهميش (الاقصاء) وقد يطال آخرين غير مستهدفين، هذا السلوك البشرى القسرى غير السلمي يحدث بين الأفراد أو الجماعات أو السلطات بعضها تجاه بعض داخل مجتمع معين أو بين مجتمعات معينة وعناصر معينة، ويتولد أساسا من تقاطع أو تداخل أو تضافر عناصر من بيئات مختلفة).
المعنى اللغوى للإرهاب:
المعاجم العربية القديمة لم تذكر كلمة إرهاب، لكنها عرفت رهب – يرهب – رهبة- ورهبا، وقد أقر مجمع اللغة العربية "الإرهاب" ككلمة حديثة فى اللغة العربية وأساسها (رهب) أي خاف وكلمة إرهاب هي مصدر الفعل (أرهب)، كما عرف مجمع اللغة العربية فى معجمه الوسيط (الإرهابيين) أنهم الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب من أجل تحقيق اهداف سياسية.